فهاد الفحيمان |
توقع مرشح الدائرة الثالثة عمار العجمي أن نسبة التغيير في المجلس المقبل ستصل الى 70 في المئة «استناداً لوعي الشعب الكويتي وإدراكه لضرورة حسن الاختيار».
وقال العجمي في حوار أجرته معه القبس: إن إنهاء المقاطعة والعودة الى المشاركة في العملة الانتخابية مرة أخرى لا يعيب أعضاء المعارضة «لأننا أمام مرحلة حرجة محلياً وإقليمياً ودولياً»، مؤكداً أن هدف المشاركة إنقاذ البلد وتصحيح المسار.
وأضاف: « ثقتنا كبيرة بالشعب الكويتي وبوعيه بأهمية المرحلة التي سيقول كلمته لصياغتها في صناديق الاقتراع للمجلس المقبل.
● كنتم مقاطعين للانتخابات السابقة… فما الذي استجد؟
ــــ أمِلنا ان تبين المقاطعة رغبة واتجاه الشعب الكويتي، وتدني نسبة المشاركة في الانتخابات الماضية دليل واضح على معارضة الصوت الواحد، فالمقاطعة بطبيعة الحال وسيلة هدفنا من خلالها الى بيان موقف الشعب من جهة، وبيان ان الخلل الحقيقي هو في غلو السلطة التنفيذية وتعديها على اختصاصات السلطة التشريعية، وقد كان، فقد تبين بصورة جلية واضحة عجز السلطة التنفيذية عن مسايرة تطلعات الشعب الكويتي وعدم قناعتها بالمؤسسة التشريعية وجناحيها الرقابي والتشريعي.
وإزاء هذه الحقائق ودخول البلد مسار انحدار خطير تحول فيه هم الشعب من العجز عن الإصلاح السياسي وتحقيق التنمية والتطور الى مواجهة الفساد والتضييق على الحريات وسحب الجناسي، ومواجهة الاجراءات الجائرة تجاه المواطن، فلم نستطع ان نقف مكتوفي الايدي والبلد بانهيار، ومن هنا دعونا لتغيير الوسيلة بما يتوافق مع هذه الأوضاع.
أسباب المقاطعة
● لكن الأسباب لا تزال قائمة فكيف تواجه الناخبين؟
ــــ «إن الناخب يعلم ماذا أحمل من أفكار ورؤى،فالمقاطعة الأولى كانت مستحقة وحظيت بتأييد أهل الكويت وبعد صدور حكم المحكمة الدستورية كنت أرى ضرورة المشاركة، لكن لم أشارك في ذلك الوقت ليقيني من عدم وصول الأكفاء نتيجة لمقاطعة جميع القوى السياسية لتلك الانتخابات.
وسبق أن استشارني أحد الإخوة قبل المشاركة في مجلس 2013
وأوضحت له أسباب عدم المشاركة وأنه سوف يستقيل من مجلس سيجد نفسه فيه يغرد خارج السرب، وبالفعل استقال مع عدد من زملائه، فلم أكن أرى نفسي من بين المرشحين.
● هل كانت المقاطعة مبدأ أم رسالة؟
ــــ إن المقاطعة كانت مستحقة لخلافنا على مبدأ انتفاء الضرورة ولكن بعد حكم المحكمة الدستورية أصبحت المقاطعة خلافاً سياسياً.
● إذاً بما تعد الناخبين؟
ــــ أعد الناخبين بكل ما يؤدي إلى الإصلاح، لكنني أؤكد رفضي الرشوة السياسية لأن حالها كحال الرشوة المالية، فالعلاج في الخارج وكل متطلبات المواطنين المشروعة هي حقوق لا منة فيها، فمن يستحق من المواطنين العلاج في الخارج فهو حق له أما غير ذلك فهو أمر مرفوض.
وأعد الناخبين بأن أكون ممثلاً عنهم في قاعة عبدالله السالم خير تمثيل وسأدافع عن مكتسبات وحقوق المواطن.
نسبة التغيير
● كم تتوقع نسبة التغيير في المجلس المقبل؟
ــــ أتوقع نسبة التغيير التي ستطال المجلس المقبل ان تصل الى %70، فأهل الكويت أيقنوا أهمية المرحلة المقبلة محلياً وإقليمياً ودولياً وهم يعون ماذا يريدون ومن القادر على تحقيق مطالبهم ويستحق أصواتهم.
هل هذا يعني أن من وصل في المجلس السابق لا يستحق أصوات أهل الكويت؟
لا أريد أن أتكلم أو أنتقد الآخرين بشخوصهم.. لكن المقاطعة كانت واضحة خلال المجلس السابق.
رئيس جديد
● ماذا تتوقع لانتخابات الرئاسة؟
ــــ سنترك موضوع رئاسة المجلس إلى الوقت المناسب ولم نأت بنفس تصفية الحسابات، فنحن نمد أيادينا للجميع وإن اختلفنا معهم، كما نمدها إلى أعضاء الحكومة للخروج بالبلد من الأزمة التي يعيش فيها، وذلك حفاظاً على البلد وحرصاً على مقدراته.
مراجعة القوانين
● هل ستطلب إعادة النظر في بعض قوانين المجلس السابق؟
ــــ نعم.. فأي قانون مخالف لإرادة الأمة يجب إعادة النظر فيه كموضوع البصمة الوراثية، الذي قام صاحب السمو مشكوراً برده إلى مزيد من الدراسة لأنه قانون معيب غير مقبول شرعاً ولا دستورياً، بالإضافة إلى قانون الانتخابات، فنحن ضد مرسوم الصوت الواحد وسنضع أيدينا بيد الحكومة للخروج بنظام انتخابي يعالج جميع المثالب الموجودة.
● وهل التصدي لمرسوم الصوت الواحد من أولوياتك؟
ــــ إن أهم أولوياتي ستكون منصبة على معالجة الوضعين الاقتصادي والأمني للبلد، أما في ما يخص موضوع قانون الانتخابات فيدي بيد الإخوان الذين سيعملون على إزالة كل المثالب الموجودة في قانون الانتخابات، وإن كنت قلت أمام حضرة صاحب السمو « لتأت الحكومة بنظام انتخابي جديد حتى تتم مناقشته في قاعة عبدالله السالم»، فباختصار شديد كل تشريع تم بخلاف رغبة الأمة سنعيد مناقشته مرة أخرى.. وسنغلب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى.
أجندة إصلاح
● إذاً ما الأجندة التي تحملها معك الى المجلس المقبل؟
ــــ سندخل المجلس إن شاء الله بأجندة إصلاح الوضع القائم ولن نأتي بنية تصفية الحسابات، ولن نسمح لأحد بذلك، لأن هذا الأسلوب سيقود البلد إلى أزمة جديدة قد تأخذنا إلى الإبطال أو الحل، وإن لم تلتق السلطتان التنفيذية والتشريعية على طاولة واحدة فلن تحل المشاكل العالقة، أما المكابرة فلن تقودنا إلى شيء.
مسلم البراك
● هناك من يعيب على المعارضة المشاركة في الانتخابات والنائب السابق مسلم البراك لا يزال في السجن؟
ــــ إن هذه المشاركة لا تعيب المعارضة، لأنني على يقين بأن بو حمود مع إصلاح الوطن، ولن يعارض المشاركة.. وإلى الآن لم يصدر من البراك وهو في معتقله أي بيان يستنكر المشاركة.
● هل قمت بزيارته للمشاورة وأخذ الرأي؟
ــــ تقدمت بثلاثة طلبات إلى النيابة العامة لزيارة النائب السابق مسلم البراك لكن لم يأت الرد حتى الآن، ولا أستطيع التحدث باسم من التقي من الزملاء، لكن أنا على يقين بأن بو حمود يحمل هم مصلحة الوطن والمواطن، ولن نختلف مع من يشارك أو يقاطع طالما تجمعنا مصلحة الكويت.
سحب الجناسي
● كيف تنظر إلى ملف سحب الجناسي؟
ــــ إن موضوع سحب الجناسي أمر رفضه الشعب الكويتي إلا من خلال القانون والقضاء، اما أن يتم بسبب الانتقام السياسي فهو أمر حرام وظلم لأنه يقتل أسرا كاملة، ونسأل الله أن يرد القضاء الحق لأصحابه، فأنا كما كنت ضد سحب الجناسي من البداية للنهاية.
● كيف تقيم المنافسة في الدائرة الثالثة؟
ــــ إن المنافسة قوية في الدائرة الثالثة كونها الأكثر حضوراً ومشاركةً بعدد الناخبين، وإن كنت مقصراً في تواصلي مع الدواوين بحكم طبيعة عملي كطيار، إلا أنني ومن خلال زياراتي الأخيرة لمست رغبة الناس في اختيار الأمثل والدفع بهم لتصحيح أوضاع البلد.
● كيف يمكنك ان تلخص أداء المجلس السابق وهل تتفق مع من يسميه بمجلس المناديب او مجلس بوصوت؟
ــــ هو مجلس دمر حلم اهل الكويت من جهة، فهو دليل واضح على فشل أسباب الصوت الواحد، فهو مجلس الحكومة وليس مجلس الامة ان صح التعبير.
● قدمت الحكومة وثيقة اصلاح اقتصادي.. كيف تقيمها؟
ــــ هي وثيقة الجباية من المواطن، هكذا أراها، تقدم خدمة تتقاضى مقابل سواء رسم او ضريبة، هذه القاعدة، والوثيقة تفننت بطرق جباية مال المواطن، وسمحت ببيع الشركات الرابحة، لاحظ الرابحة وليست الخاسرة لمحاولة اعادة هيكلتها وتخصيصها، وانما بيع الشركات ذات الدخل المستديم مقابل دخل مقطوع، وغير ذلك من أمور مؤداها الأضرار بالاقتصاد الوطني لا إنعاشه.
مجلس حكومي
رأى العجمي أن المجلس السابق لم يقدم شيئاً بشأن القضية الاسكانية والتعليم والعلاج في الخارج وأضاف: فاقد الشيء لا يعطيه، مجلس الامة كان احدى أدوات الحكومة، وللاسف الشديد تعامل المجلس كأنه معين من الحكومة، بل كموظف عن الحكومة، ويكفي ان تختار اي مدرسة او اي مستشفى عشوائيا وقيم على اثرها التعليم او الصحة، اما العلاج في الخارج فلا نقول الا لا حول ولا قوة الا بالله، استنزفت المال العام وبعث غير مستحق على حساب المحتاج، عبث ولعب وفساد ولعله اكبر رشوة سياسية في تاريخ البلد، وعلى المجلس المقبل ان يتقي الله في اهل الكويت والمال العام الذي هو مال ابنائنا وأحفادنا.
الاتفاقية الأمنية
ذكر العجمي أنه من أشد المطالبين بالاتحاد الكونفدرالي في دول مجلس التعاون الخليجي، وكنت عضواً في لجنة الشؤون الخارجية خلال مجلس 2012 المبطل الأول، حينها قمنا بزيارة الشقيقة المملكة العربية السعودية، والتقينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل رحمه الله، ودفعنا بفكرة الاتحاد الخليجي.
وأضاف العجمي، لا يمكن أن أنسى كلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن نظرته الثاقبة نحو المستقبل، فقال «نحن نرى شيئاً لا ترونه، فنسأل الله أن يحفظ دول مجلس التعاون من القادم»، وكأنه يعلم ويقرأ المستقبل، فها هي الأوضاع الآن وما آلت إليه من متغيرات، أما فيما يخص الحديث عن الاتفاقية الأمنية فكان بعد إبطال مجلس 2012 الأول، وإن كنت لم أطلع على جميع تفاصيل هذه الاتفاقية، لأنها تحتوي نقاط كثيرة موضع جدل، وفي حال وصولنا إن شاء الله سنضع نصب أعيننا مخافة الله أولاً، ثم الحرص على كيان هذا الوطن، ولن نخرج عن هذا السياق.