أميرة بن طرف ومشاري الخلف |
تناغمت آراء الاعلاميين عن مدى تأثير وسائل الاعلام المختلفة على قرار اختيار المرشح للتصويت له، بالقول ان الغالبية العظمى من الناخبين الكويتيين يملكون قرارا محسوما بالتصويت وفق لقناعات اجتماعية وطائفية وقبلية وسياسية، بينما تبقى شريحة بسيطة مترددة قد يؤثر الاعلام في اتخاذها قرار التصويت لمن.
وبيّن الاعلاميون في ديوانية القبس ان لقادة الرأي سلطة في التأثير على قرار الناخب بالتصويت ويقصد بهم الشخصيات الدينية والقبلية ذات القبول لدى شريحة كبيرة من الناخبين المعنيين بهم.
وعن تأثير الاعلام في الاحداث السياسية والبرلمانية على وجه الخصوص اتفق المشاركون على ان الاعلام اصبح ناقلا للخبر وليس صانعا له، حيث قال مدير مكتب العربية في البلاد الزميل عادل عيدان ان تأثير الاعلام في الاحداث السياسية انتهى مع الحراك السياسي، بينما قال رئيس قسم الاعلام بجامعة الكويت د. ياسين الياسين ان الاعلام لم يكن ناقلا لكل انجازات المجلس في الفترة الماضية، في حين رأى كل من الاعلامي في تلفزيون الرأي الزميل أحمد العنزي والصحافية في جريدة الرأي الزميلة إسراء جوهر ان الاعلام اصبح مجرد ناقل للخبر.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
● كيف تقيمون تأثير وسائل الاعلام المختلفة على الناخبين والمرشحين؟
ــــ الياسين: دراسات عالمية تشير الى ان %30 من الناس لا تؤثر عليهم وسائل الاعلام ويقررون مسبقا لمن يصوتون، و%70 تؤثر عليهم وسائل الاعلام وامور اخرى، كطريقة الاقناع والبرنامج الانتخابي وغيرها، فالاعلام يؤثر بالمرشح والناخب، فيؤثر بالمرشح اما عبر ابرازه ايجابيا، او العكس، وبالنسبة للناخب فالاعلام يزوده بمعلومات عن المرشحين.
ــــ عيدان: في وقتنا الراهن المنصات الاعلامية باتت اكثر تأثيرا على قرار الناخب لخصوصية الانتخابات الكويتية، فما يميز الانتخابات هنا ان جزءا كبيرا منها ان هناك قناعة راسخة ان صوت الناخب الواحد يذهب لمرشح قد حدده الناخب مسبقا، بينما المترددون ممن لم يحددوا مرشحا بذاته لانتخابه خاصة في الدوائر الاولى والثانية والثالثة التي يحتدم بها الصراع الانتخابي اكثر من طغيان اللون القبلي عليها، وتؤثر منصات الاعلام الحديث حيث ان الانتخابات لم تعد تقليدية كما كانت بان يحضر المرشح الى «الدواوين» لطرح برنامجه الانتخابي، بات اليوم عبر رسائل قصيرة يوصل نقاط تهم ناخبيه ويصل الى شريحة اكبر، وجزء من الحملة الاعلامية يدفع مبالغ على الـ «سوشيل ميديا» فالكويتي اليوم صوته ان كان مترددا يحسم عند صندوق الاقتراع، لعوامل كثيرة.
ــــ العنزي: الاعلام وخاصة الجديد منه يؤثر بشكل كبير في الانتخابات، على وجه الخصوص السوشيل ميديا، فبعض الخدمات الاخبارية الالكترونية تربح اضعاف ما تربحه وسائل الاعلام التقليدية، فالاعلام الحديث يؤثر ليس لانه اكثر مصداقية من التقليدي بل ان الثقافة الاعلامية التي اصبحت لدينا نريد من يكذب علينا، والاعلام التقليدي تنازل عن الكثير من ادواره، ولم يتدارك نفسه لمواكبة هذه الثورة وترك الساحة لخدمات اخبارية، والناخب في الكويت حاسم امره، لكن تبقى شريحة صغيرة مترددة يؤثر عليها الاعلام وهذه الشريحة المتذبذبة تحتاج من يوجهها.
مصروفات إعلانية
● اذا كانت الشريحة الاكبر من الناخبين قد حسموا امرهم مسبقا باختيار مرشحيهم، كيف تفسر دفع مبالغ كبيرة للحملات الاعلانية؟
ــــ العنزي: اعتقد ان الامر متعلق بميزانيات دعم مدفوعة للمرشحين من بعض الاطراف كتكتلات او شخصيات يجب ان يذهب جزءا منها للحملة الاعلامية.
ــــ العيدان: هناك قناعة لدى البعض من المرشحين، ان حضورهم باستمرار حملات اعلانية يؤثر ايجابا في اقناع الناخبين والتصويت له، اضافة الى ان هناك دفع اموال ليس للترويج لنفسه بل لتشويه صورة الخصم وهذا امر واقع موجود.
● اي وسيلة اعلامية أكثر تأثيرا على الناخب الكويتي؟
ــــ العنزي: اكثر وسيلة تأثيرا هي وسائل التواصل الاجتماعية، وتحديدا برنامج « تويتر»، والدليل كمية التصريحات والاعلانات الني تنزل فيه خلال هذه الأيام، وتأتي من بعدها القنوات التلفزيونية والصحف المحلية.
ــــ العيدان: أرى أن القنوات التلفزيونية لا تزال الأكثر تأثيراً حتى الآن، ثم يأتي من بعدها وسائل التواصل الاجتماعية، لا سيما أن أكثر ما ينشر في وسائل التواصل هو عبارة عن فيديوهات تم اخذها من لقاءات على شاشات القنوات التلفزيونية.
ــــ الياسين: القنوات التلفزيونية هي أكثر الوسائل الاعلامية تأثيراً على الناخب، رغم أن هناك وسائل اخرى بعيدة عن الاعلام تؤثر عليه في اختياره للمرشح بالنسبة لبعض الناخبين، منها الشخصيات الدينية والقبلية وغير ذلك، اضافة الى رؤية قادة الراي في المرشح الذي سيصوت له.
ــــ اسراء: وسائل التواصل الاجتماعية، من اكثر الوسائل الاعلامية تأثيرا في الفترة الراهنة، والسبب في ذلك أننا نعيش في عصر السرعة، وتلك الوسائل متوافرة في الهواتف النقالة المحمولة، وبالطبع فالكثير من الناخبين يريدون الخبر او المعلومة السريعة التي يشاهدونها في حينها عبر هواتفهم.
البرامج الحوارية
● هل يهتم الناخب بمتابعة البرامج الحوارية للمرشحين؟
ــــ العنزي: نسبة المشاهدة للبرامج الحوارية للمرشحين في القنوات التلفزيونية والصحف اليومية لا تتجاوز %50 والنسبة المتبقية يشاهدون ما يستقطع منها عبر وسائل التواصل الاجتماعية، وبالطبع فان تأثير لقاء المرشح على الناخب يرجع الى أمور كثيرة، منها امكاناته في الحديث وقدرته على الاقناع، اضافة الى افكاره وبرامجه وغير ذلك الكثير، والكثير من المرشحين يستطيعون كسب اصوات الناخبين من خلال تلك اللقاءات لا سيما المترددين منهم، الذين لم يحددوا لمن سيصوتون بعد.
ــــ العيدان: هناك اهتماماً متفاوتاً ومختلفاً في متابعة لقاءات المرشحين عبر الوسائل الاعلامية من قنوات تلفزيونية وصحف ورقية وشبكات اجتماعية، وبالطبع فان الكثير من الوسائل الاعلامية تروج حالياً للمرشحين، وهناك ناخبون يتأثرون بكلام المرشحين الذين يشاهدونه أو يسمعونه وهناك من لا يتأثرون، والدليل سقوط مرشحين كانوا بارعين كثيرا في الخطابة، وأرى أن الانتخابات الراهنة فيها تغيرات كثيرة ستشهدها صناديق الاقتراع، لا سيما في بعض الدوائر الانتخابية وفي مقدمتها «الأولى».
ــــ الياسين: الناخب الكويتي أصبح ذكياً وواعياً في هذه الانتخابات، وذلك يعود لأمور كثيرة من بينها وجود شبكات التواصل ببرامجها المختلفة، التي تكشف في كل لحظة أموراً كثيرة عن الانتخابات والمرشحين وغير ذلك، وعلى كل مرشح يريد الظهور بأي وسيلة اعلامية عليه أن يكون سياسياً بالابتعاد عن الخطأ في أي كلمة أمام المتابعين، وبالطبع فإن الكثير من الناخبين يتابعون اللقاءات، والبعض منهم يتأثرون لا سيما من يجلسون لمتابعة اللقاءات الطويلة التي تصل لساعتين احيانا، لا سيما في حال كان المرشح يمتلك مهاراتٍ في الحديث والاقناع، وأرى أن الكثير من المرشحين يجيدون الكلام، والبلد بالطبع بحاجة لمن يعرف ان يعرف ان يفكر لا يمن يتكلم.
الإعلام البرلماني
● ما رأيك بالإعلام البرلماني في الكويت؟
ــــ الياسين: الاعلام البرلماني الحكومي ناقل للخبر، أما الاعلام الخاص فهو ناقل ومحلل، وأرى ان الاعلام البرلماني ناجح، لكن المشكلة ان هناك بعض الاعلاميين من السهل شراؤهم.
ــــ العيدان: الإعلام البرلماني صلاحياته محدودة، حيث نشاهد القنوات الاعلامية الحكومية المتخصصة في نقل اخبار المجلس توجهاتها ومواقفها لا تختلف مع توجهات المجلس نفسه، بينما الوضع يختلف في الاعلام الخاص، حيث هناك عوامل كثيرة لها تأثير، منها ملاكها والمصالح الاخرى.
ــــ العنزي: هناك أمران كان لهم تأثير على الاعلام البرلماني بالفترة الماضية، الاول عدم وجود الاجواء التي يستعرض فيها اي صحافي نشاطه وامكاناته، حيث كانت اغلب الفترات هادئة بلا استجوابات او خلافات، والثاني كان التعامل مع الصحافة البرلمانية داخل المجلس، حيث ارى ان اوضاع الصحافة لم تكن لائقة بشكل كبير، من حيث اماكنها وطريقة التعامل معها وغير ذلك.
إعلاميون كويتيون
● ما تعليقك عن قلة عدد الكويتيين العاملين في وسائل الاعلام، وما تأثير ذلك؟
ــــ الياسين: كرئيس لقسم الاعلام، أرى ان طلبة تخصص الاعلام في تزايد بالجامعة، أما بشأن عملهم في وسائل الاعلام، فقد حدث انحسار، سببه ظهور «الكوادر» قبل سنوات، حيث اصبح كثير من شباب وفتيات الكويت يفصلون العمل بوظائف معينة في القطاع الحكومي، للحصول على الامتيازات، فأصبحنا نشاهد خريجي الاعلام يرغبون بالعمل في العلاقات العامة في الجهات المختلفة، والابتعاد عن العمل بالمجال الصحافي.
ــــ العنزي: هناك بالطبع قلة في عدد الكويتيين العاملين في وسائل الاعلام، رغم أن العمل الاعلامي والصحافي جميل وممتع، وأعتقد أن قلة عددهم في اي وسيلة اعلامية لا يؤثر فيها، نظرا الى ان الوسيلة بالعادة ان من يدير سياستها وتوجهاتها ملاكها او رؤسائها وليس الاعلاميين او الصحافيين فيها، فهم عليهم أدوار بوظائف محددة، وبالطبع فان قلة عدد الكويتيين مقابل عدد الوافدين، مرتبط بأمور كثيرة منها الرواتب، ففي الطبع فان اكثر الوافدين يكون رواتبهم اقل من الكويتيين.
ــــ اسراء: بكل تأكيد ان عدد الكويتيين العاملين في الوسائل الاعلامية، لا سيما الصحف قليل مقارنة بالوافدين، ويعود ذلك الى عدة اسباب، من بينها قلة الحوافز وما شابه ذلك، أما عن سياسات وتوجهات الوسائل الاعلامية المختلفة، من قنوات وصحف وغير ذلك، فهي تتم عبر ملاكها ورؤسائها وليس عبر العاملين فيها، وبالتالي فان العاملين في اي وسيلة كانت، سواء كانوا كويتيين او وافدين، ليس لهم تأثير في سياستها او مواقفها.
ــــ العيدان: قلة عدد الكويتيين في وسائل الاعلام، يعود الى أسباب؛ منها: وجود بيئة طاردة ومجتمع حساس، حيث وصلت الحال الى أنه عندما تنقل حدثا او تكتب خبرا عن طرف «يزعل» او يغضب الطرف الآخر، ونحن نتحسر على وضع كثير من المؤسسات الاعلامية التقليدية منذ عام 2006 وحتى الآن، ونتذكر كيف كانت سابقا، في حين ان معظم الخدمات الاخبارية في الشبكات الاجتماعية نراها متسرعة واخبارها غير مؤكدة.