حوراء الوائلي |
صعوبات كثيرة تواجه المرأة الكويتية في الساحة السياسية ونطاق التحديات يتسع في الدوائر ذات الثقل القبلي، وبالتحديد في الدائرة الرابعة التي لم تفرز سوى اسم وحيد على مدى 10 اعوام، وحالياً لم تشارك سوى مرشحة واحدة مقابل 115 مرشحاً.
واستطلعت القبس آراء المعنين والمختصين حول اسباب غياب المرأة في الرابعة وضعف مشاركتها في مجلس الأمة.
وقالت مرشحة انتخابات مجلس الأمة المبطل 2 لعام 2012 د.هيا المطيري: «خلال تجربتي اكتشفت ان انصار المرأة على ورق، وان نجاح العنصر النسائي في العمل السياسي مرتبط بتبعيتها لتيار او ولائها لجهات تدعمها، وفي ظل هذه التكتلات تغيب الكفاءة والخبرة والشهادات عن الحسبة السياسية لمرشحي الأمة ونوابها».
ولفتت الى ان الصعوبات التي تواجه المرأة في المجتمع القبلي مضاعفة حيث يتم اقصاؤها نوعا ما من أهم مرتكزات الانتخابات في القبائل وهي «التزكيات» و«الدواوين».
وتابعت: «رغم تجريم التشاوريات قانونياً فان الدولة في المقابل لا توفر الدعم للمرشحين المستقلين».
عشر سنوات
من جانبه، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.فيصل ابوصليب إن التجربة السياسية للمرأة الكويتية بدأت منذ حوالي عشر أعوام وهي مدة غير كافية لنجاح تجربتها السياسية، مشيراً الى النموذج الاميركي الذي اعطى المرأة حقوقها السياسية منذ عام 1920 الا ان نسبة تمثيلها في السلطة التشريعية غير متناسب مع النسبة العددية للنساء في المجتمع الأميركي، كما انها لم تتمكن من الوصول إلى منصب الرئاسة حتى يومنا.
وأكد ابوصليب ان المعوقات الثقافية هي ابرز أسباب غياب المرأة عن الساحة السياسية في الدوائر ذات الثقل القبلي، فضلاً عن الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع الكويتي التي لم تصل بعد إلى درجة الثقة الكاملة بقدرة المرأة على المنافسة في الانتخابات رغم وجود عناصر نسائية نجحت في انتخابات برلمانية سابقة، اكننها لم تفلح في تكوين قاعدة صلبة للاستمرارية.
المرأة ضد المرأة
من جانبها، أكدت مرشحة الدائرة الثالثة في انتخابات مجلس الأمة الحالي أماني الصالح ان المرشحة لا تجد دعماً من نظيرتها، وأن المجتمع والحكومة لايشجعان وجودها في الساحة السياسية بحجة فشل تجربتها في مجلسين، معتبرة ان الحكم على المرأة من مجلسين امر مجحف، في حين لا يحكم على الرجل بالفشل رغم قلة انجازاته على مدى تاريخ مجلس الأمة.
وعن الصعوبات التي تواجهها قالت الصالح: «ان بعض الفئات تتعامل بطريقة غير لائقة مع المرأة، حيث يحدث ان تخرج مجموعة من رواد الدواوين لمجرد دخولي اليها او اثناء حديثي»، داعية الشارع الكويتي الى اختيار الصحيح لمن يمثلهم والابتعاد عن المصالح المادية التي لن تصنع لهم وطناً افضل.
تكتلات سياسية
لفتت مديرة مركز دراسات المرأة بجامعة الكويت د.لبنى القاضي ان المرشح يلجأ الى تكتلات وتيارات مختلفة للحصول على التسهيلات المادية التي يحتاجها لحملاته الانتخابية المكلفة، ما يجعل خوض المرأة للانتخابات وفرص نجاحها مرتبطين بانضمامها او دعمها من قبل هذه التيارات التي تتوافر للرجل على عكس المرأة.
وذكرت القاضي ان السيدات عادة ما يخضن الانتخابات بصفة مستقلة، ولذلك يواجهن صعوبة في تمويل حملاتهن الانتخابية، متمنية أن يكون للمرأة نصيب أكبر في المجلس المقبل.