حوار محمود الزاهي |
كشف مرشح الدائرة الأولى أسامة الشاهين أن مرسوم حل المجلس السابق لم يكن مفاجئاً للحركة الدستورية الاسلامية، لافتا إلى أن إعلان عزمها المشاركة في الانتخابات قبل رمضان الماضي ساهم كثيراً في ترتيب البيت من الداخل على مستوى القواعد.
ورد الشاهين في لقاء مع القبس على منتقدي المشاركة بعد المقاطعة بأننا أمام عمل سياسي وليس ثورياً أو نضالياً، وأن الثابت الوحيد في السياسة هو التغيير.
ونفى أن يكون ترشح كثير من رموز المعارضة بمنزلة التخلى عن المرشح السابق وعضو كتلة الأغلبية مسلم البراك.
وأكد أن قانون الصوت الواحد غير ديموقراطي، وأنه سيعمل مع غيره من نواب المجلس حال نجاحه على إعادة النظر فيه، وكذلك قانون التعرفة الجديدة لأسعار الكهرباء لخطورته الشديدة على جيوب المواطن والمقيم، وكذلك الحال بالنسبة لقرار رفع أسعار البنزين.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• هل فوجئت الحركة الدستورية بمرسوم الحل؟
ــ لم نفاجأ، لأن مؤشرات الحل كانت واضحة جداً، وأبرزها تزايد الغضب الشعبي، كان واضحاً أن الأمور ستنتهي إلى هذا لذا كنا متهيئين، وعلى أي حال الحل لم يأتِ قبل وقت كبير، فهو جاء قبل 8 اشهر على نهاية عمر المجلس السابق، وهي فترة بسيطة جدا في العمل السياسي، ويمكن القول إننا كنا أكثر استعداداً من غيرنا.
• ألم تواجهكم مشكلة في ترتيب البيت من الداخل مع قصر الفترة المحددة لإجراء الانتخابات؟
ــ إعلان الحركة قبل رمضان الماضي عزمها المشاركة في الانتخابات ساهم في تسهيل المهمة على اعتبار أننا حسمنا أمرنا باتجاه المشاركة، وبدأنا في تشكيل الفرق ومجاميع الدوائر المختلفة واستدعاء الجمعيات العمومية للدوائر وتهيئة مؤيدينا وجميع محبي الحركة وحتى مرشحينا وأصبح لدينا وقت للرد على كل ما يثار.
• لكن الحركة التي تتحدث دائماً عن التغيير حافظت على قوائم مرشحيها المعروف لماذا؟!
ــــ الحل دائماً لا يساعد على عملية تغيير طبيعية، لكنه من حيث المبدأ يُشجع على استمرار الوجوه ذاتها بالنسبة لكل التيارات. بالنسبة للحركة الدستورية فلدينا خصوصية وهي أن أغلب مرشحينا سواء محمد الدلال أو حمد المطر أو أنا لم نقضِ في البرلمان سوى 123 يوماً فقط، ولذلك نعتبر في حكم النواب الجدد، فضلا عن أن المتوسط العمري تجد الحركة هي الأكثر شباباً وتجديداً.
• لماذا قاطعتم ولماذا شاركتم سؤال يطرح من الجميع الآن كيف تردون عليه؟
ــــ نحن في عمل سياسي وليس ثوريا أو نضاليا كي يستعيد البعض ألفاظا جامدة أو حماسية تتعلق بأمور أخرى لا علاقة لها بالسياسة، في السياسة الثابت الوحيد هو التغيير ، لذلك دائما يرددون أن القاعدة الثابتة هي عدم وجود صداقات دائمة او عداوات دائمة، بل مصالح عامة دائمة يحاول الإنسان أن يتوخاها في كل قرار يتخذه، لذلك كان قرار المشاركة طبيعيا، وسبق أنه في 2013: أعلنت اننى لا أتوقع استخدام «المقاطعة» مجددا فقد استخدمت مرتين لاحداث اثر سياسي وقانوني معين، وطالما أنه لم يحدث ولم تحقق وسيلة الضغط السياسي النتيجة المرجوة فمن الطبيعي أن نعود للمشاركة مجددا والعمل تحت قبة «عبد الله السالم» مع احترامنا للآخرين الذين تعددت اسباب مقاطعاتهم، فالبعض لم يقاطع كوسيلة ضغط، ولكنه قاطع كمبدأ لمغادرة العمل السياسي والبرلماني ويأسه من وسائل التغيير النيابية، ولكننا في الحركة الدستورية ملتزمون بالدستور والعمل الدستوري والمنظومة، لذلك جاءت مشاركتنا بعد ضغط ومناشدات من جمهور الحركة وخارجها بالعودة إلى خانة المشاركة من جديد.
• هل خسرت المعارضة بالمقاطعة في السابق أم لا؟
ــــ كي نكون منصفين، نقول كانت هناك أرباح وخسائر، على صعيد الاضرار التى طالت عددا من رموز المعارضة ووظائفهم وحرياتهم وحتى خارج الرموز طالت الشباب والمغردين وأنصار الإصلاح السياسي، وبالتالي كانت هناك خسائر من هذا القبيل، ولكن في المقابل كانت هناك مكاسب أهمها: قضية الوعي الكبير الذى حدث خلال تلك الفترة، وسقوط ذريعة أن المعارضة سبب تعطيل التنمية فقد انفردت الحكومة بالقرار ومعها 37 مليار دينار خصصتها لخطة التنمية والمحصلة مع الأسف الشديد صفرية.
• كيف تنظرون في الحركة إلى مسلم البراك الآن؟
ــــ مسلم البراك سياسي محترف ومناضل حقيقي له كل الاحترام، وهو دون حاجة لأن اسمع منه ذلك يعرف ضرورة التعدد والتناول السياسي بالأدوات المختلفة، وهو ينتمي الى حركة العمل الشعبي، التى نتمنى لها كل توفيق، ونحن ننتمي إلى تيار آخر ينطلق من مرجعيات أخرى، لكن ما يجمعنا بلا شك أكبر وأعمق مما نختلف فيه كتكتيك سياسي مرتبط بمرحلة معينة.
• ألا ترى أن المعارضة بمشاركتها الواسعة تخلت عنه؟
ــ مشاركتنا ليس فيها أي تخل عن مسلم البراك ومطالباته بوطن حر ديموقراطي، بل هي نقل لمطالباته من ساحة إلى ساحة أخرى بعدما أغلقت تلك الساحات، فخلال 3 سنوات توقف الحراك وأغلقت فضائيتان وسحبت جنسيات معارضين وصدر قانون الاعلام الالكتروني واعتقل بعض المغردين، لذا تضاءل هامش الحريات كثيرا وامتد للجميع حتى رأينا سعد بن طفله يلاحق وصالح الملا يعتقل ومشاهد أخرى طالت الجميع، وبعد هذا التضييق ارتأينا العودة الى العمل البرلماني لاستمثاره لخدمة القضايا العادلة التى كان ولا يزال البراك يدافع عنها.
• ما نسبة التغيير التي تتوقعها في المجلس الجديد؟
ـــ أتوقع نسبة تغيير تصل إلى %60 لأن هناك ثلاث شرائح معارضة لهذا المجلس، الأولى هي التي شاركت في الحراك السياسي، والشريحة الأوسع تلك التي ضايقها التضييق على الحريات العامة والفردية، ثم الشريحة الأوسع هي تلك التي طالتها قرارات الحكومة وقوانين المجلس الأخيرة التي طالت جيب المواطن، وهي تحمل سخطا تاما على النواب الحاليين لفشلهم في التصدي للقرارات، بل ودفاع بعضهم عنها، وهو ما حولهم من نواب للشعب إلى نواب للحكومة مهما حاولت الحكومة مساعدتهم، سواء من خلال فتح باب العلاج في الخارج على مصراعيه على سبيل المثال، وهو ما حول وزارة الصحة إلى ما يشبه شركة سفريات، أو باستخدام حيلة اخرى، وهي تقليص مدة الموسم الانتخابي، ولكن فاتها أن شبكات التواصل الاجتماعي كفلت رقابة شعبية طوال عمر المجلس السابق، وأن الأمر لا يقتصر على شهر الانتخابات.
• الوزير علي العبيدي هل يُحسب على الحركة؟
ــ هناك من يحسبه على الحركة، وهناك من يحسبه على التيار السلفي أو على شخصيات نافذة أخرى، ولكن هو عضو في حكومة الشيخ جابر المبارك، ويجب أن تنسب اعماله لتلك الحكومة وهذا المجلس.
متفائل بعودة المعارضة إلى موقعها
رد اسامة الشاهين على سؤال حول حظوظ المعارضة في الانتخابات الحالية قائلا: «أنا متفائل بأن تعود المعارضة لمكانها الطبيعي داخل البرلمان، لكنني لن أفرط في التفاؤل كي اصل أنها ستحقق نفس ما حققته في 2012، فهذا النظام الانتخابي يضمن عدم وصول اغلبيات فهو نظام يفرق المتفرق أساسا ويمزق الكتل الكبيرة الى شظايا وهو نظام غير ديموقراطي لا يساعد على ايصال اغلبية متجانسة، لكن حجم الاستياء من ممارسات السنوات الثلاث سينعكس ايجابا، والسياسة هي فن الممكن، وبلا شك سنحقق أفضل شيء ممكن للشعب الكويتي».
فخور بحصاد 123 يوماً تشريعياً
دعا الشاهين من ينجح من النواب السابقين والحاليين إلى التركيز على العمل التشريعي، وهذا لا يعني اغفال الرقابة، فالرقابة قد تعالج حالة فساد واحدة، لكن التشريع يعالج حالات دائمة، وانا فخور بحصاد 123 يوماً برلمانياً حيث ساهمت في إنجاز 135 عملاً تشريعياً بين قانون واقتراح برغبة»