يسرا الخشاب|
ما زالت المرأة الكويتية تسعى لاثبات قدرتها على دخول الساحة السياسية رغم المخاوف من صعوبة تقبل المجتمع لها، فقد تسلحت النساء المرشحات لانتخابات مجلس الأمة القادم بالاصرار والعزيمة لتمثيل المجتمع الكويتي، لاسيما نسائه، وقد برز العنصر النسائي في الدائرة الأولى بشكل مميز بعد تقدم 5 مرشحات، متفوقاً على الدوائر الأربع الأخرى، فيما أكدت المرشحات أن الاهتمام بالمرأة والشباب والتعليم أولويات لهن.
بداية، قالت مرشحة الدائرة الأولى د. فرح صادق لـ القبس، إن تجربة العضوات السابقات أعطت نوعاً من عدم الثقة بفعالية دور المرأة في المجلس، حتى إن كان لدى المرأة القوة الكافية فإن الثقة غير موجودة لدى كثير من أفراد المجتمع، مؤكدة الالتزام بتقديم كل ما يمكن لعودة الثقة، متوقعة حدوث تغيير بنسبة 50 – %60 في المجلس القادم، مع عودة المرأة للتمثيل البرلماني، وترشح عدد لا بأس به من النساء، راجية أن يتوافر الدعم الكافي من قبل المجتمع لعودة المرأة، فحينما يكون عدد النساء قليلاً لا نرى دعماً كافياً أو تشجيعاً من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها، لذا لابد من تنظيم الجهود بين النساء، خاصة في جمعيات النفع العام والمجتمع المدني.
وبينت صادق أن خطتها تتكون من 10 قضايا، أهمها القضية الاسكانية ومتابعتها وتقديم بعض القوانين لتنظيمها، وقضية المرأة وتطبيق المساواة في الحقوق المدنية وفقاً للدستور، ورفع التمييز في كل النواحي، خاصة في التشريعات، وتنشيط العلاج بالداخل ومنع العلاج السياحي الخارجي عن طريق تطوير المدن الطبية الحديثة.
وأشارت إلى أهمية القضية التعليمية بالبلاد، حيث تتدهور من سيئ الى أسوأ، نتيجة التخبط في اتخاذ القرارات، مما جعل الأطفال حقل تجارب لوزارة التربية، فالمناهج غير مفيدة، ومنهج الكفايات المطبق اخيرا لا يفهمه حتى المعلمون.
مطلقات وأرامل
المرشحة وحيدة الحيدر، ترى ان ذكورية المجتمع لا تزال مهيمنة، على الرغم من دخول المرأة في مجالات كثيرة سياسية واقتصادية واعلامية وغيرها، الى انها لم تستطع اثبات نفسها وتتم محاربتها بكل الطرق من قبل الذكورية المهيمنة التي تسعى لافقاد الأفراد ثقتهم بالمرأة والتشويش على صورتها حتى يثبت الرجال أنفسهم من أجل مصالح شخصية، مؤكدة أنه لا يشعر بالمرأة سوى المرأة.
وقالت الحيدر لـ القبس: «ترشحت للانتخابات كي أكون صوتاً للمرأة، فقد لمست جرح النساء وعانيت مثلهن وأتكلم من واقع تجربة»، مؤكدة أنها لا تحمل عنصرية تجاه الرجل، بل إن مجتمعنا يحتاج من يتحمل المسؤولية ويكون كفؤاً للمنصب نتيجة ثقة المجتمع به، فالترشح لانتخابات المجلس مسؤولية كبيرة لاصلاح المجتمع، وليست وجاهة اجتماعية أو تحصيلاً للمصالح، ومن لا يستطع القيام بالمسؤولية سواء من الرجال أو النساء فليتنحَ، فنحن لا نريد شعارات زائفة بل تطبيقاً عملياً واقعياً.
ولفتت إلى أنها ستعنى بقضية النساء المطلقات والأرامل فلا بد من توفير احتياجاتهن من دون تعقيدات، وتوفير سكن لهن، فالمطلقة لا بد أن تحصل على أرضٍ وقرضٍ، والأرملة تعطى أرضاً لفترة معينة لحل مشكلتها ثم ترجع الأرض إلى الدولة.
وبيّنت أن البرنامج الانتخابي الذي تطرحه يركز على المرأة والطبقة الكادحة والاصلاح الاجتماعي ورفع مستوى دخل الفرد، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلات يعانيها المجتمع الكويتي خاصة المرأة والشباب، فالشباب لا يحصلون على فرص عمل وينتظرون اختيارهم لسنوات عديدة في نظام الخدمة المدنية ويشكلون عبئاً على أسرهم لعدم حصولهم على رواتب، كما يتساوى أصحاب الشهادات العليا مع من ليس لديهم شهادات.
تمييز انتقائي
بدورها، شددت المرشحة هدى العوضي لـ القبس، على وجوب أن تعمل المرأة بجانب الرجل، ولا يجب اقصاؤها من السياسة والتشريع، مبينة أنه من الضروري وجود المرأة في البرلمان، وأن يساندها النساء، لكون المرأة متفهمة لظروف النساء أكثر من غيرها.
وأكدت العوضي أنه لا بد من اجراء تعديلات على بعض القرارات والقوانين التي يسنها الرجال للنساء، فالتشريعات أكثرها ذكورية، كما لا بد ألا يحدث تمييز في منح المواطنين والمواطنات السكن والقروض، وثّمنت دور النساء اللاتي دخلن المجلس في السابق، مؤكدة أنه لولا ثقة أفراد المجتمع الكويتي بهن لما استطعن الوصول إلى المجلس، مشيرة الى أن د.معصومة المبارك أول امرأة تدخل البرلمان قد نادت بحقوق المرأة الكويتية رغم محاربة الآخرين لها.
ولفتت إلى أن قضايا الشباب تعتبر أولوية لها، مطالبة الدولة بتقديم الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم والعمل على استثمار أوقات الفراغ لديهم، كما ستولي اهتماماً بقضية الاسكان اضافة إلى ضرورة أن يحظى الجميع بالتعليم المواكب للتطور، وعلاج الأزمة الاقتصادية من دون المساس بقوت الشعب.
تفعيل الدستور
من جانبها قالت المرشحة إيمان حيات لـ القبس، انه آن الآوان لتكريم المرأة التي تشكل أكثر من نصف المجتمع وتقدير دورها في نهضة الكويت ومشاركتها في تشريع قوانين مجتمعها، وبينت أن ذلك لن يتحقق إلا بوجود عقول نيرة تواقة للتغيير والتجديد تحت قيادة حكيمة لسمو أمير البلاد.
وتساءلت حيات «لا نعلم لماذا لا يفعل الدستور بالصورة المطلوبة؟، وقد نص في مادته الـ 29 على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، ولا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين.. فلماذا يحدث تمييز بين الرجل والمرأة كما هو حاصل حينما يتزوج المواطن من أجنبية ويستطيع منحها الجنسية، بينما لا تستطيع الكويتية المتزوجة من أجنبي توريث أبنائها العقار؟
وأشارت الى أنه ربما لا يؤمن المجتمع حالياً بقوة المرأة وقدرتها على دخول البرلمان، لكن وجود مرشحات كثيرات يؤكد أن المرأة بدأت فهم دورها المؤثر في المجتمع الذي تعتبر جزءاً أساسياً منه، مؤكدة سعيها لتوحيد فكر المجتمع من خلال تعديل المناهج التعليمية التي تنشئ أجيالاً متسامحة ومحبة للسلام، لافتة إلى أهمية الاقتصاد و الصحة وحقوق المرأة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وستكون تلك البنود من المحاور الأساسية المطروحة.
نتائج مثمرة
قالت فرح صادق إنه من خلال خبرتها كمستشارة بلجنة المرأة والأسرة في مجلس الأمة، فإن متابعة القضايا والاصرار على مناقشتها مع اللجان المختصة يؤديان لنتائج مثمرة، فدائماً نصل الى الهدف إذا سلكنا الطرق الصحيحة، وأبدت سعادتها بوجود 5 مرشحات في الدائرة الأولى، ولفتت إلى أن كل مرشح يطرح ما لديه من أفكار والناخب يمتلك حق الاختيار، ودعت إلى ضرورة أن ينظر الناخب في السيرة الذاتية للمرشح وخبراته ومؤهلاته العلمية، فالمرشح ذو الخبرة النقابية والناشط يكون أجدى بالانتخاب.
ضرائب على التجار
شددت وحيدة الحيدر على ضرورة فرض ضرائب على التجار وأصحاب الشركات العملاقة «فقد امتلأت كروشهم بالأموال من دون الاحساس بالمواطن» ويجب أن يساهموا في رفعة مستوى أبناء الوطن، مؤكدة أهمية تذويب الفوارق الطبقية وفرض ضرائب محدودة على الوافدين ليكون ايراداً لصندوق المواطن، فالتجار والوافدون فئتان يستفيدان من أرض الكويت ومواردها ونحن كمواطنين أحق بالاستفادة.