مي السكري|
رأت مرشحة الدائرة الثالثة والنائبة السابقة صفاء الهاشم أن أداء المجلس المنحل لم يكن على مستوى طموح الشعب الكويتي وتوقعاته، لافتة إلى أن كثرة الموارد المالية في الدولة دون ايجاد قنوات صحيحة لتصريفها يمثل شحما زائدا على جسد الدولة الاقتصادية.
واعتبرت الهاشم في حديثها لــ القبس أن العجز المالي هو عجز وهمي، مدللة على قولها بالتقرير الصادر عن المعهد الدولي مؤخراً، الذي يفيد بأن الكويت في وضع مالي يحسد عليه.
ودعت الهاشم المقاطعين إلى الاعتذار للشعب الكويتي عن كل التأزيم الذي حدث في عهدهم والمسيرات غير المرخصة حتى تكون هناك مصداقية تكفل عودتهم إلى الساحة البرلمانية.
وأبدت فخرها بقرار استقالتها في مجلس 2013 حيث إنه كان درسا للشباب في الثبات على المبدأ حسب قولها، مشددة على ضرورة أن تبدأ الحكومة في الإصلاح دون شق جيب المواطن.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
● برأيك كيف تقيمين أداء المجلس المنحل؟
ــــ من المؤكد أن وجهة نظري واضحة في اداء المجلس السابق، حيث إنه لم يكن بمستوى طموح الشعب الكويتي وتوقعاته في دولة ثرية وغنية بمواردها، وفقيرة في ايجاد قنوات صحيحة لتصريف هذه الفوئص المالية ولتحسين خدمات يشعر بها المواطن، وقلة المراقبين في المجلس وضعف المحاسبة، كل هذا أحبط الشعب الكويتي.
المواطن سيكون سعيدا في دفع رسوم الخدمات، اذا كانت الحكومة جادة في تطوير هذه الخدمات مثل تفعيل دور الصندوق النيابي للمشاريع الصغيرة وتشغيل ابناء الوطن وخلق جيل واع.
وفي هذا السياق، أودّ أن أبدي إعجابي بالتقرير الصادر عن المعهد الدولي بشأن الوضع المالي الجيد للكويت، فالعجز وهمي على الرغم من كل ما يقال.
كثرة الموارد المالية في الدولة دون ايجاد قنوات لصرف هذه الموارد على البنية التحتية الاساسية والمتمثلة في التعليم والصحة والإسكان، فإن ذلك سيكون بمنزلة شحم زائد على جسد الدولة الاقتصادية.
وللأسف ظلت الحكومة في حالة استرخاء لأن المجلس كان غير قوي وغير قادر على المحاسبة والرقابة.
عودة المقاطعين
● كيف ترين عودة المعارضة الى الساحة البرلمانية مجددا؟
ــــ أود أن اقول لهم : عليكم الاعتذار للشعب الكويتي عن كل التأزيم الذي حدث وعن المسيرات غير المرخصة، فالمصداقية لن تأتي لكم على طبق من ذهب بمجرد عودتكم، لذا فابدؤوا بالخطوة الأولى من الألف ميل، من خلال الاعتذار للشعب الكويتي حتى تكون هناك مصداقية.
● كنت أول أمرأة تستقيل من مجلس 2013 وأول امرأة ترشح نفسها في الانتخابات الحالية، فهل سبب عودتك جاء لتثبيت قاعدتك الشعبية أم ماذا؟
ــــ قرار عودتي جاء كوني مواطنة واعية بدور الدولة في تنمية البلد، وبوجود دولة ثرية بالبشر وبها عقول نظيفة لم تر الفرصة ولا النور لتعرض هذا الفكر.
عندما استقلت كانت لي رسالة واضحة للشعب الكويتي والناخبين ضد التجيير لبعض القوانين لحساب (فئة من الناس) دون أي اعتبار للشعب الكويتي، استقالتي شعر بها المواطن في الربع الأخير من عمر هذا المجلس المنحل من خلال ارتفاع اسعار البنزين، ورفع الدعم عن بعض المواد التموينية وفرض الضرائب.
وبالنسبة لعودتي، هنا يأتي دور المواطن، فعليه اختيار من سيرسم شكل المجلس المقبل، اذا كان الناخب رصد كم الإهمال في أداء هؤلاء النواب وساهم في عودتهم، فسأحترم رأي الناخب.. وبالتالي سيكون جليا بأن استقالتي لم تؤثر وان التضحية بالكرسي البرلماني لم يؤثر.
الحكومة والمجلس سلطتان لخدمة الشعب وليس عليه، استقالتي في مجلس 2013 كانت تتماشى مع قسمي الذي أخذته على عهدي ولم أندم عليها ابدا، بل بالعكس فخورة بها لأنها تعبر عن موقف مبدئي أمام كل الشعب الكويتي والقائم على البر بالقسم، كما أنها تعتبر رسالة ومدرسة للشباب في الثبات على المبدأ.
تركيبة المجلس
● ما توقعاتك للمجلس المقبل ونسبة التغيير فيه؟
ــــ من خلال تحركاتي في نطاق الدائرة الثالثة، أرى ان النية عازمة على التغيير بعدم عودة الوجوه القديمة، وأتأمل أن يختار الشعب الكويتي النائب الواثق صاحب المبادىء بعيدا عن أن أي تصنيفات أو تسميات أو تقسيمات طائفية أو قبلية أو عنصرية.
● ماذا عن برنامجك الانتخابي؟
ــــ لا يوجد ما يسمى بالبرنامج الانتخابي، كوننا في بلد لم يقر إلى الآن قانون الأحزاب، فالبرنامج الانتخابي عادة ما يكون للحزب. لكن أولى خطواتي هي إصلاح ما يمكن إصلاحه وترميم ما تم إقراره من قوانين بخست حق المواطن في المجلس المنحل.
هناك قوانين مطلوب تفعيلها مثل تفعيل الصندوق الملياري للمشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب، اضافة إلى التوزيعات الإسكانية وموضوع وثيقة الإصلاح الاقتصادي كونها مشتقة من خطة التنمية التي أقرت منذ خمسة أعوام، الى جانب العمل على البدء في الإصلاح المالي للدولة وإعادة رسم دور الدولة في الاقتصاد الوطني، فضلا عن مراقبة القطاع الخاص ومساهمته.
وعلى الحكومة أن تبدأ بنفسها أولا في الإصلاح المالي ومن ثم المواطن وتعيد رسم الدولة للإصلاح الاقتصادي دون «شق» جيب المواطن.
المعارضة الرشيدة
أبدت صفاء الهاشم إيمانها بمبدأ المعارضة الرشيدة ورفضها للتأزيم، مضيفة: «مؤمنة بأن أكون شوكة في خاصرة العبث والفساد، أراقب وأحاسب جيدا وأساعد علىالحلول».
البصمة الوراثية
في معرض ردها على سؤال بشأن تطبيق قانون البصمة الوراثية، قالت الهاشم: إن هذا القانون يمكن تطبيقه على المشبوهين والمزورين المزدوجين، وانها تتفق مع القانون في هذه النقطة فقط، ولكنها غير متفقة على تطبيقه على كل الشعب الكويتي.
شكراً للقضاء
بدموع الفرح، ظهرت الهاشم عبر برنامج «بريسكوب» معبرة عن سعادتها الغامرة بعد إعادتها إلى المنافسة الانتخابية وإلغاء قرار شطبها الصادر في وقت سابق.
وأكدت الهاشم في بثها المباشر أمام جمهورها في موقع تويتر والذي يتجاوز 300 ألف متابع، «أنها بعد قرار القضاء الكويتي وعودتها للمنافسة الانتخابية مستمرة وحتى آخر المسار».. شاكرة كل داعميها من أهالي الكويت ومثنية على نزاهة القضاء.