غنام الغنام |
بين مرشح الدائرة الثالثة عبدالوهاب محمد الرشيد أن المشاركة في مجلس الأمة تعتبر إضافة ايجابية لزيادة الوعي الاجتماعي للوصول لمجلس متوازن مع رغبة الناس، مشيرا الى أن المقاطعة انتهت فعليا بعد حكم المحكمة الدستورية عام 2013.
وأشار الرشيد في لقاء مع القبس الى أن نسبة التغيير في المجلس المقبل ستصل إلى %50 نظرا لان المجلس السابق لم يرق إلى مستوى الطموح الذي كان يتوقعه الشعب الكويتي سواء من الناحية الرقابية أو التشريعية بالرغم من وجود بعض النقاط المضيئة التي كانت فيه.
وكشف الرشيد انه سيتبنى فكرة تعديل النظام الانتخابي ليكون صوتين بدلا من الصوت الواحد الذي كرس الطائفية والقبلية والفئوية. وفي ما يلي اللقاء:
● ما تقييمك للحياة السياسية في الكويت؟
– الجميع يعلم أن الكويت مرت في الفترة الماضية العديد من الإخفاقات السياسية والنزاعات والاختلافات التي أدت الىتدهور في القضايا، ورأينا التطرف في الموالاة أو المعارضة، وهذه المصطلحات دخيلة علينا والمشكلة في الموالاة والأمر لا يبنى إلا بوجود معارضة إصلاحية والذي نحن بحاجة إليه في المرحلة المقبلة التي تعتبر مرحلة رجال دولة وإصلاحية في الوقت نفسه من خلال تبني برامج واضحة تنبذ كل الخلافات من اجل مواجهة التحديات الاقتصادية المتعلقة بالنفط، إضافة الىالعجز المالي.
● ما تقييمك لأداء الحكومة والمجلس ؟
– إذا أردنا تقييم أي تجربة لابد أن نجرد أنفسنا من العواطف وننظر إلى الأمور بموضوعية سواء كانت ايجابية أو سلبية، وبتقييمي فإن المجلس السابق لم يرق إلى مستوى الطموح الذي كان يتوقعه الشعب الكويتي سواء من ناحية الرقابة أو التشريع، بالرغم من وجود بعض النقاط المضيئة كإقرار حق اللجوء للمحكمة الدستورية كما تم قطع شوط جيد في القضية الإسكانية، لكن في جانب آخر كالرقابة لم تكن حادة أو بقدر الطموح ومنها التعاطي مع القضية الاقتصادية أو الكهرباء أو البنزين وقانون الحبس الاحتياطي الذي رفع إلى 21 يوما اضافة الى البصمة الوراثية وهدر المال في وزارة الصحة.
رجال دولة
● هل تتوقع تغييرا في تركيبة مجلس الأمة المقبل في ظل خوض المعارضة للانتخابات وهل سينعكس في المجلس؟
– أي مشاركة جديدة هي إضافة ايجابية لأنها تعتبر زيادة في الوعي الاجتماعي، حيث سنصل إلى مجلس يتوازن مع رغبة الناس وكنا نود أن تكون المشاركة بعد حكم المحكمة الدستورية، وأنا اعتقد أن نسبة التغيير في تركيبة المجلس ستصل إلى %50 لأسباب عديدة منها الغضب الشعبي وعدم الرضا من مخرجات المجلس السابق ومن الحكومة أيضا، حيث إننا بحاجة إلى حكومة رجال دولة وتدافع عن قراراتها.
● ما تقييمك للصوت الواحد وهل ستطالب بتغييره ؟
– الصوت الواحد سيئ جدا وكنت من الأوائل الذين طالبوا مع مجموعة من المخلصين بتغييره حين كنا أعضاء في القطاع التعاوني لأنه نظام سيئ ويلغي العمل التعاوني والجامعي وكرس الطائفية والقبلية والفئوية ولسنا بحاجة إلى عمل فردي، وأنا اشد المعارضين للصوت الواحد ولكن لست مؤيدا للنظام السابق الذي لا يقل سوءا عنه ولهذا نجد أن نظام الصوتين هو الأفضل بالرغم من عدم تميزه، لكنه أفضل من الصوت الواحد ويعطي الخيار للناخب بشكل آخر ولو على الأقل بناء على معيار الكفاءة والحل للأنسب والأفضل هو نظام القوائم، لكن لم يحن وقته في ظل الوضع المحلي لأنه يحتاج إلى توافق مع جميع الاطراف.
سوء التسويق
● ما رأيك بالإجراءات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة؟
– لابد أن نعرف ما هي المشكلة التي نعاني منها في البلد فالحكومة تقول مشكلتنا في العجز المالي ونحن حين كنا ومازلنا في الجمعية الاقتصادية نرى أن المشكلة ليست بالعجز بل بالعجز الاقتصادي الذي يعتبر بديلا واحدا لدخل الدولة، والجميع يعلم أن النفط سينتهي أو تهبط اسعاره أو تكون إجراءات عالمية للحد من استخدامات النفط مثل ظاهرة الاحتباس الحراري ولكن للأسف فهو يعتبر أيرادا وحيدا للدولة بنسبة %92 وهذا ما يدفعنا الى تنويع مصادر الدخل، ولكن يجب أن نتساءل ما هي رؤية الكويت فلو سألنا وزيرين يجلسون على طاولة واحدة لن يعرفوا الإجابة، ولو افترضنا أن هناك رؤية فالمشكلة تكمن في سوء التسويق، فنرى أن خطة التنمية أقرت في يناير 2015 والتي يفترض أن توجهنا إلى التنمية، وبعد نزول برميل النفط اعتمدت وثيقة الإصلاح الاقتصادي ونحن لا نعرف هل هي مكملة لخطة التنمية، ولذلك نجد أن الحكومة تسير على ردود الأفعال الاقتصادية وغير واضحة في عملها.
● هل ترى أن قرار رفع البنزين أو بدل الـ75 كان حلا؟
– هنا لابد أن نطرح تساؤلين، لماذا رفع البنزين وما هي تبعاته فالحكومة تقول من خلال خطة الترشيد انه سيوفر 150 مليونا من الميزانية، في حين نجد أن هناك أبوابا في الميزانية بها هدر وحين نسأل عن تبعاته تكون الإجابة: ستكون على «فاتورة السيارة» وهنا نوجه سؤالا للحكومة، هل تعلم مدى التضخم الذي سيكون بعد رفع سعر البنزين والمتمثل في السلع والخدمات، وللأسف نجد انها جاءت بفكرة الـ75 ليترا لتكون حلاً للسيارة فقط ومع هذا ليست موفقة لأنهم اختزلوا فكرة البنزين في «الممتاز» وعلى استخدام 240 ليترا فقط وتناسوا أن الكثير من الناس يستخدمون نوع «الخصوصي» وأكثر من 240 ليترا، كما أن التطبيق يعتبر صعبا والأسئلة كثيرة في هذا الجانب ولكن للأسف الحل كان من اجل إطفاء غضب الناس.
● هل من كلمة أخيرة ؟
– أتمنى من المجتمع أن يحسنوا الاختيار وان يختاروا القوي الأمين، وان يختاروا ايضا من يطرح الحلول وليس من يسلط الضوء على المشاكل، فنحن مللنا من طرحها فلا بد من حلول وهذه فرصة ذهبية للشباب والمجتمع الكويتي للتصويت للأصلح.
«حنفيات مفتوحة»
قال عبدالوهاب الرشيد «نحن مع الترشيد لأننا محاسبون، لكننا ضد ترشيد المواطن في ظل وجود «حنفيات مفتوحة» في أبواب أخرى من الميزانية والتي تتمثل في العلاج بالخارج والمنح الخارجية، ولهذا نجد انه لا يوجد شخص يتحدث عن الإصلاح الاقتصادي، فنحن نتمنى أن يخرج الوزراء للحديث عن الاصلاح الاقتصادي كما هو معمول في معظم الدول المتقدمة من اجل شرح الخطة.
ترضيات الانتخابية
أوضح الرشيد أن قرار البنزين الذي لم يدافع عنه احد سيترجم غضبه في صناديق الانتخابات، ولكن نظرا لقصر مدة الانتخابات فهي تعتبر مفيدة لبعض النواب الذين قدموا الخدمات والترضيات والكسب من التعيينات الانتخابية التي تعزز من عودتهم.