اجرى الحوار محمد المرداس|
أعلن المرشح د. عبدالله الرميضي انه قرر خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد مراقبته لـ«التراجع الذي طال المؤسسة التشريعية على يد نواب مترددين»، مؤكدا ان بعض النواب السابقين «طغت مصالحهم الشخصية على ادائهم فأوصلونا الى الحضيض».
واوضح الرميضي في حوار لـ القبس، أن الدستور منح مجلس الأمة اختصاصات واسعة ومؤثرة، وهو ممثل الشعب الكويتي والمعبر عن ارادته، فلابد ان يكون اعضاء المجلس على دراية ومعرفة كاملة بهذه الاختصاصات، وان يقوموا بدورهم الأمثل في الرقابة والتشريع وحماية حقوق المواطنين والذود عنها.
التفاصيل في الحوار التالي:
● بداية، ما أسباب خوضك انتخابات مجلس 2016؟
ــــ لاحظت ان مجلس الأمة لم يقم خلال السنوات الماضية بالدور المنوط به، والدستور منح المجلس اختصاصات واسعة ومؤثرة وهو ممثل الشعب الكويتي والمعبر عن ارادته، فلابد ان يكون اعضاء المجلس على دراية ومعرفة كاملة بهذه الاختصاصات، وكوني متخصصا في المجال الدستوري وفي الشؤون البرلمانية لفت نظري الىان اعضاء المجلس لم يحسنوا تمثيل الشعب للتصدي لانتشار الفساد مثلا، والاعتداء الصارخ على اموال الدولة، كما لم نشهد تحركا من قبلهم لوقف تردي الخدمات الصحية والتعليمية وايقاف الرياضة الكويتية وعدم مشاركتها دولياً، اضافة الى المشاريع الكبيرة كجسر الصبية ومدينة الحرير ومستشفى جابر وجامعة الشدادية، والتي كانت تحتاج الى ضغط نيابي لتعجيل افتتاح هذه المشاريع وغيرها.
● وما أولوياتك في حال فوزك؟
ــــ الاولويات تحتاج إلى دراسة وبحث دوري، لكن اهم اولوياتي سيكون الرقابة، نظرا لأن المجلس المنحل كان ضعيفا واوصل البلاد الى وضع مترد وضحى بحقوق الشعب ومصالحه، ولم يكترث لمشاعره، ولعل موضوع البنزين والديزل أكبر دليل على التخبط النيابي السابق، وذلك نتج عن رفع الاسعار على المواطنين من دون دراسة اقتصادية حقيقية، كذلك نريد تغيير مسمى «مجلس المندوبين» الى «مجلس الشعب» الذي يدافع عن حقوق المواطنين ومكتسباتهم.
رقابة شعبية
● وهل الرقابة كانت غائبة في المجلس المنحل؟
ــــ بعض اعضاء مجلس الأمة السابقين طغت عليهم المصلحة الشخصية واثرت على دورهم الرقابي والتشريعي، وهم من اوصلنا الى مرحلة الحضيض.
● والحكومة.. هل كانت في المستوى المطلوب؟
ــــ الحكومة الحالية لا تلبي طموح المواطنين ولامطالبهم لأن التشكيلة اساسا خاطئة واعتمدت على الفئوية والمحاصصة. هناك وزراء غير متخصصين وليسوا على مستوى الطموح وغير ملمين بالدور المنوط بهم، اضافة الى عدم وجود رقابة شعبية على اعمال الوزراء، وهذا ادى الى تمادي بعضهم في استخدام صلاحيتهم للتكسب الانتخابي والشعبي، وهذا كله يستوجب المساءلة، والآن ولله الحمد بعد ماتم حل المجلس فقد عاد الامر الى الشعب ليقول كلمته في صناديق الاقتراع والتصويت للأكفأ، واذا كان العضو احسن في اداء دوره يكافئه الشعب في اعادة التصويت له، واذا اهمل الدور المطلوب منه وتناسى الناخبين ومطالبهم فقد حان وقت المحاسبة، وهذه فرصة للشعب الكويتي لمحاسبة كل عضو، واتمنى من الكويتيين ان يضعوا المعايير الصحيحة لاختيار من يمثلهم في البرلمان، فهذا العضو يسمونه نائبا ينوب عن الناخبين، وبالتالي هو توكيل وتفويض للناخب، فاذا كان كفؤا فسيمثل الناخب بشكل جيد، واذا غير ذلك فسيكون وبالاً.
القانون، وهذه القوانين بالتأكيد ستنظم الحياة القضائية بالتأكيد.
عودة المعارضين
● كيف تقرأ الدائرة الاولى؟
ــــ جميع الدوائر بها قدر من الغموض، لأن الخمول السياسي عند الناس واضح، والدليل التعطش الحاصل عند المواطنين للندوات السياسية، والدائرة الاولى تحكمها الكثير من الحسابات، والذي نراهن عليه هو الوعي السياسي لدى المواطن، وارجو من المواطن ان يأخذ بالمعايير الصحيحة لاختيار مرشحه الاكفأ، ولا يأخذ بمعايير الجيرة او القرابة او الصداقة.
● وكيف تلقيت عودة المعارضة الى الانتخابات؟ وبماذا تفسر ذلك؟
ــــ عودة المعارضة امر سار، فوجود المعارضة امر صحي، لانه بالنهاية هي من تقوم بدور المراقبة وهذا امر متعارف عليه في الديموقراطيات العريقة، وبالتالي عدم وجود المعارضة شاهدناه في المجلس السابق ورأينا انه لم يأت بنتائج ايجابية، بل بالعكس جاء ضد مصالح المواطنين، واما وجود المعارضة فيجعل الوزير تحت المجهر وحتى رئيس الوزراء سيكون بأريحية، لأن وزراءه سيدركون ان هناك رقابة شديدة من قبل اعضاء مجلس الامة الذين يؤدون دورهم باخلاص وامانة.
● ما رأيك في آلية الصوت الواحد؟
ــــ الصوت الواحد سيئ، وجزأ المجتمع الى قبائل وطوائف وعوائل، واتى النظام الانتخابي الجديد هذا ليأخذ كل شريحة ويجزئ منها اكثر، لذلك فلسفسة الانتخابات في القانون الدستوري أخذت من الثقافة الانكليزية البرلمانية أي «مقابل كل صوت.. مقعد واحد»، وبالتالي فالذي حصل عندنا مقابل كل صوت 10 مقاعد، وهذا خطأ صارخ وكبير، لأن التمثيل الذي يحصل للأسف خاطئ، وصارت فيها حسبة ليست دقيقة ومعالجتها تحتاج الى دراسة اعادة عدد الاصوات.
وفي تقديري، ارى ان نظام الدوائر غير صحي، والدليل ليس هناك تواصل بين الناخب والنائب بسبب كبر مساحة الدائرة، وبالتالي من الصعب ان يكون هناك تواصل مباشر يقف على احتياجات الدائرة من النظر الى مشاكلهم واقتراحاتهم، فالدوائر الاصغر حجماً افضل من وضع الدوائر الحالية.
سحب الجناسي
اعرب الرميضي عن رفضه لسحب الجناسي اذا كان المقصود منه العقوبة، معلنا تأييده لسحبها اذا كان الحصول عليها جاء نتيجة تزوير، مبدياً ثقته بالقضاء الكويتي.
ممثل الأمة
شدد الرميضي على ان اختيار عضو ممثل للأمة «صعب جدا، ويقتضي من هذا الشخص ان يكون لديه امكانات يلبي بها طموحات ناخبيه ويوصل اصواتهم الى المجلس».