أميرة بن طرف |
بينما كانت عين المتابعين الرياضيين على شاشات التلفزة تتابع سير الكرة من اقدام لاعبي فريق برشلونة، الى مرمى فريق اشبيلية، خطف اعلان مرشح الدائرة الخامسة سامي الدبوس انظار المتابعين وشد الانتباه اكثر من تمريرات «ليونيل ميسي» مع زملائه، بل خطف نقاش الاعلان وطريقته المبتكرة ساحة النقاش الالكتروني من تحت اقدام نتيجة المباراة.
وتداول مغردون صورة للاعلان الذي ظهر وسط المباراة ضمن الدوري الاسباني، بينما علّق احدهم ان الاعلان كان موجها للشرق الاوسط ولا يظهر لمتابعي المباراة في المناطق الجغرافية الاخرى، لتتغير المعادلة من نقاش رياضي الى نقاش انتخابي!
ولكن غالبية المغردين الذين يعرف عنهم تداول اخبار المباريات في الدوريات الاوروبية استمروا مشغولين بالاعلان الذي اعتبروه طريقة مبتكرة، عن الحديث عن نتيجة المباراة، فظلت اعينهم تتابع الاعلان بدلا من «التيكي تاكا الكاتالونية».
وجاء هذا الاعلان ليؤكد نظرية اختلاف هذه الانتخابات عن السابق فرحة المنافسة الجارية حاليا بين المرشحين تستخدم اساليب مبتكرة سواء للاعلان او التواصل مع الناخبين، بينما اتفق الجميع ان اللاعب الرئيسي في هذه الانتخابات «هي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة».
ولم تقتصر الحملات الانتخابية للمرشحين هذه المرة على تغريدات وتأييد ودعم فقط، بل اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سبيلا للاحتكاك المباشر بالمرشحين، والتواصل معهم من قبل الناخبين، في حين ما عاد ممكنا ان يتخطى المرشح هذه الوسائل او ان يتجاهل ما يردده من تساؤلات وتعليقات على حساباته الشخصية في الشبكات الاجتماعية.
فوجود عدد من المرشحين المتفاعلين مع متابعيهم جعل البقية يحذون حذوهم بالتفاعل وكتابة الردود اولا بأول لمن يكتب تعليقا فأي تجاهل لأي «منشن» قد يجعل اسهم المرشح منخفضة بالفوز، او يفقده اصواتا خاصة ان منافسيه يتفاعلون مباشرة مع المتابعين.
ومع وسائل التواصل الاجتماعي ما عاد الوصول الى المرشح مهما كبر اسمه وعلا شأنه صعبا، فمن وجهة نظرهم أن الهالة التي كان يرسمها البعض لأنفسهم انتهت، خصوصا ماكان يردده بعض المرشحين سابقا بأن التواصل معه لا يتم الا عبر اللجنة الاعلامية فقط!
انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي جعلت المرشح مجبراعلى الرد، بينما المرشح الذي لا يملك حسابا على وسائل التواصل الاجتماعي فإنه اصبح مجبرا الآن على انشائه للتواصل مع الناخبين.
بعض المرشحين خصوصا من فئة الشباب، باتوا متفاعلين ليس فقط مع ما يردهم من تعليقات مباشرة عبر حساباتهم الشخصية، بل حتى تلك التعليقات التي تكتب محملة باسمائهم، لكن من دون ان تكتب بحساب المرشح، حيث يقوم المرشح بعمل بحث باسمه، وفي حال وجد اسمه مكتوبا بتعليق يرد عليه ويتفاعل مع كاتبه سواء كان التعليق ايجابيا ام سلبيا، فمؤخرا كتب احد المغردين تغريدة عبر فيها عن انزعاجهم من كشافات احد المقرات الانتخابية، ليرد عليه المرشح فورا بالقول «بلغنا أي كشاف ونسكرة» الامر الذي لاقى استحسان المتابعين.
من جهة اخرى، فإن اي تغريدة قد تصدر من المرشح او ردة فعل على تعليق سلبي يرد اليه، قد تنعكس سلبا، بالتالي فإن مراقبين نصحوا عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي المرشحين بالتريث اثناء الردود على المتابعين، فالتفاعل المباشر كما يفيد المرشح قد يكون نقطة سلبية ضده، واصفين التفاعل بسلاح العاقل، فمن احسن استغلاله ظفر باصوات الناخبين والعكس صحيح.
