جاسم عباس |
بيَّن النائب السابق عبدالله النيباري ان اجواء الانتخابات كانت ساخنة في العقود الماضية في الخمسينات والستينات كتهديدات عبدالكريم قاسم، والتظاهرات في شوارع الكويت، وثورة جمال عبدالناصر، وحرب 1967، فالاجواء السياسية كانت غير طبيعية.
وعندها قام حاكم الكويت آنذاك الشيخ عبدالله السالم الصباح، بالتقدم بخطوة تاريخية تمثلت في الدعوة لانتخاب مجلس تأسيسي ليضع الدستور بمشاركة مجلس منتخب، وهي نقلة نوعية في تاريخ الكويت، ومنذ العشرينات لدينا خطوات كثيرة، ولكن هذه الخطوة جعلتنا مؤسسة دستورية.
وقال المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم في خطابه: هذا الدستور خطوة لإكمال شروط الديموقراطية.
سابقة تاريخية
واضاف النيباري لــ القبس: هذه الخطوة مكسب ديموقراطي ولكن لم تكن كاملة، لكنها كانت سابقة على مستوى المنطقة العربية كلها، فقبل سنة 1967 جاءت استقالات الاعضاء السبعة من مجموعة التكتل الوطني اعتراضا على تمرير مشاريع مقيدة، المطالبة بحريات للجمعيات والصحافة والموظفين، وهنا جاءات استقالة عبدالعزيز الصقر 1965 وحصلت ازمة وزارية. وتحت هذه الاجواء، وبالتحديد في عام 1967 ترشحت لعضوية مجلس الامة بتعاون بين الكتلة التي كانت في مجلس 1963 مع رئيسة آنذاك الصقر وتنسيق كامل وبقوائم مكتملة من 5 مرشحين لكل دائرة لان عددها 10 دوائر، وأنا كنت تحت قائمة «نواب الشعب».
قضايا حماسية
ولفت الى ان الاجواء في 1967، كانت معبأة بالشعور الوطني الذي طغى على حماسة المجلس للاعتناء بقضايا مهمة مثل: قضية فلسطين وحرب 1967 والثورتين المصرية والعراقية، وتوجه الناس ضد الاستعمار وشركات النفط، وفزت في هذا المجلس فكان مكسباً للشباب، وجاء ترشيحي بناءً على طلب القائمة لأني من النشطاء في حركة القوميين العرب فرع الكويت، وكانت القائمة من: علي العمر، عبدالرزاق الخالد، راشد الفرحان، وأحمد السعدون، وأنا خامسهم.
وفي سنة 1971 أيضاً نجحت مع مجموعة «نواب الشعب» د. أحمد الخطيب، سامي المنيس، أحمد النفيسي.
شراء الأصوات
وتحدث النيباري عن ظاهرة شراء الأصوات، فقال: كانت ظاهرة قليلة جداً، والرشى لا تذكر، الشاري والبائع يعتبران منبوذين، ويمكن ان تكون بالخش والدس بطرق مختلفة، ولكن ظهرت تدريجياً، والخبرة ووسائل الانتخابات لها جانب إيجابي وآخر سلبي، منها: الواسطات والتوظيف مع شراء الأصوات، ولم تكن الرشى حتى %1، وأعتقد %0.1 (واحد بالألف)، والآن للأسف حتى العلاج في الخارج وصل إلى 750 مليون دينار، والفواتير الباقية لم تصل، وأنا شخصياً سألت أحد الوزراء السابقين، وقال لي لغاية 2005 كان عدد المرضى للعلاج في الخارج 100 مريض بمبلغ 12 مليون لعلاجهم، والآن العلاج في الخارج وسيلة من وسائل شراء الأصوات والترقيات، وكذلك التوظيف، وأصبح تفننا في الشراء.
إقناع الناخب
واستطرد قائلاً: من خلال تجربتي في السنوات السابقة تبين لي ان لدى الناخب خبرة في اختيار الأفضلية، أو نقلت له أحداث المجالس السابقة من عام 1938، كان اختياره على السمعة الطيبة والانتماءات، ولا يعرف الناخب الكويتي الطائفية ولا القبلية، فإقناع الناخب عن طريق الدواوين والاتصالات، والمناقشات. وأما المصروفات فكانت قليلة جداً للحملة الانتخابية.
أول خيمة
وزاد بقوله: كل ما أقوله اطلاقاً لم نصرف ولا فلسا، فكانت القهوة والشاي كأننا في الديوانية، والذي يزورنا يأتي بعد تناول وجبة العشاء، ونحن أول من نصب الخيمة الانتخابية في الدوائر، نصبناها على الدائري الثالث، وأخيراً كما تشاهدون، توسعت ظاهرة الخيام والوجبات بعد التسعينات، ونحن مجموعة في التكتل الوطني، صرفنا في حملة حوالي 100000 دينار كويتي تقريباً.
وأما المرأة، فدورها حث أولادها وحماسها كان في حدود الجمعيات الخاصة بها كجمعية نسائية، وفي الجامعة من دون حضورها في المقار، وهذا قبل الانتخابات والتصويت لها.