مشاري الخلف |
ابتعد الكثير من مرشحي الدائرة الرابعة في الانتخابات الراهنة، عن الظهور في وسائل الإعلام، سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة، مكتفين بالتواصل مع الناخبين بطرق أخرى، كالاتصالات الهاتفية وزيارة الديوانيات.
وكان واضحا أن أغلب المبتعدين عن وسائل الإعلام، والمعتذرين عن المشاركة في اللقاءات الحوارية والندوات الجماهيرية، من المرشحين الذين يخوضون الانتخابات للمرة الأولى، والبقية ممن كانوا نوابا في المجلس السابق وترشحوا مجددا لخوض الانتخابات.
ويشير بعض المراقبين إلى وجود أسباب متعددة لابتعاد المرشحين عن الإعلام، فبالنسبة للمرشحين الجدد يكون غالبا الرهبة من الكاميرا والجماهير، نتيجة عدم تمتعهم بخبرة ميدانية في اللقاءات والندوات، التي قد توقعهم بزلات لسان أو ما شابه، وآخرين بسبب عدم إلمامهم الكافي بأمور الانتخابات والقوانين والمشاريع، فلا يريدون ذكر معلومات خاطئة أو غير دقيقة.
أما بالنسبة لبعض المرشحين ممن كانوا نوابا سابقين، فيعتبر المراقبون ابتعادهم يأتي لعدم رغبتهم بذكر آرائهم ومواقفهم من بعض القضايا المحلية لا سيما المستقبلية، كرفع الدعوم وغير ذلك، تجنبا لاختلاف الرؤى والأفكار مع مؤيديهم، أو عدم قدرتهم على تبرير مواقفهم وقراراتهم أثناء فترة عضويتهم في مجلس الأمة.
ناخبون في الدائرة، أبدوا استغرابهم الشديد من وجود مجموعة من المرشحين الذين وصفوهم بـ «الصامتين» منذ تسجيلهم في إدارة الانتخابات، والذين لم يظهروا على أي وسيلة إعلامية، من أجل تقديم آرائهم الشخصية ومواقفهم السياسية ومقترحاتهم المستقبلية.
وبينوا أن أولئك المرشحين مكتفين بالتواصل مع الناخبين عبر الاتصالات الهاتفية والزيارات المنزلية، التي لا يقومون فيها بالحديث عن الانتخابات ولا يريدون الإجابة من خلالها على التساؤلات، بل فقط المطالبة بالأصوات في يوم الانتخابات.
الوسائل القديمة
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الإعلام في جامعة الكويت د. ياسين الياسين لـ القبس: الإعلام له أهمية كبيرة خلال الانتخابات، حيث تساهم وتسهل وسائله المختلفة بالنسبة للمرشحين الذين يهتمون به، في عملية انتشارهم وإبراز أفكارهم في دوائرهم الانتخابية، إلا أن الكثير من المرشحين نراهم لا يهتمون بالإعلام، ومكتفين بالوسائل الكلاسيكية والقديمة في تواصلهم مع الناخبين.
وتابع: أولئك المرشحون يعتمدون على زيارة الديوانيات وإجراء الاتصالات، كونهم يعتقدون أنهم سيجمعون من خلالها العدد الكافي من الأصوات التي توصلهم إلى مجلس الأمة، وهم اغلبهم ممن يعتمدون على قواعد انتخابية قبلية أو حزبية أو طائفية، وبالتالي لا حاجة بنظرهم للظهور الإعلامي، لا سيما أنهم يخشون من أن يسبب لهم الظهور مشكلات في حال أخذ عنوان أو «مانشيت» بكلمة أو «زلة» غير مناسبة قاموا بذكرها في اللقاء.