أجرى الحوار يوسف الشهاب |
وصف النائب والوزير الاسبق راشد عبدالله الفرحان مجلس الامة الاول بأنه من انجح واقوى المجالس التي شهدتها الكويت.
واضاف في حديث لـ القبس: ان اسباب ذلك يعود الى قوة النواب ومستوى الاداء لديهم والشعور بالدور الوطني المخلص من دون سواه.
وتطرق في حديثه الى حل مجلس الامة الاخير قائلاً: ان الحل جاء متأخراً لان المواطن قد عاش فترة من اليأس والاحباط خلال فترة المجلس، الى ان وصلت الامور لديه الى الضجر من الأداء فيه، ولم يستثن الحكومة من الاداء الضعيف.
ورأى أن المرحلة المقبلة تستوجب من الناخب ان يكون أمام مسؤولياته الوطنية لانه هو من سيحدد تركيبة المجلس وطبيعته.
وفي ما يلي التفاصيل:
● ما رأيك في الصوت الواحد؟
ــــ من الواجب احترام الصوت الواحد؛ لأنه جاء برغبة عليا وعلينا الالتزام به.. وفي رأيي الصوت الواحد له محاسنه في الدول ذات التعداد السكاني، أمّا عندنا فإنه قد يكون غير صالح؛ لقلة تعداد الناخبين. أضف إلى ذلك ان الناخب صار يشعر بالحرج أمام المرشحين، حيث لا يدري لمن يعطي الصوت، خاصة اذا كان المرشحون في مستوى علمي وفكري واحد وسمعة طيبة لا يختلف عليها اثنان.
حل المجلس
● وماذا عن حل مجلس الأمة الأخير؟
ــــ المجلس كان ضعيفاً في الأداء والدور الذي كان ينتظره المواطن. وبصراحة الحل جاء متأخراً، فالمواطن صار يشعر باليأس من وجود هذا المجلس، والحمد لله أن الحل قد تحقق.
● وكيف تقارنه مع المجالس السابقة؟
المقارنة غير موجودة بين المجلس الاول مثلاً والمجالس التي شهدناها أخيراً. في المجلس الاول كانت المعارضة نزيهة ونظيفة وعلى مستوى المسؤولية، وكانت غايتها الكويت والمواطن، ولم تكن تسعى الى أي مصلحة خاصة، ولا واسطة في غير مكانها، كما نرى الآن، ثم ان العلاقة بين النائب والوزير كانت ذات احترام وتقدير.
صحيح هناك انتقاد لأداء الوزير في بعض الاحيان، لكن هذا الانتقاد كان للمصلحة العامة ومصلحة الوزير قبل ذلك. اليوم النائب صار يتدخل بكل شيء داخل اي وزارة، حتى في اعمال الموظف، وصار يهدد الوزير ويساومه في امور يريدها لناخب لديه.
وللأسف، نرى ان بعض الوزراء يخافون من النائب فيستجيبون له بكل شيء، وهذا ما اضعف دور الوزير، وحتى دور بعض النواب، وليسوا جميعهم، لأن هناك نواباً يحترمون واجبهم النيابي والدستوري، ولا يسعون الى مصلحة خاصة، بل للكويت وللمصلحة العامة، حتى مجلس الوزراء عليه ان يدافع عن موقفه امام بعض النواب، وعليه ان لا يتنازل عن اختصاصه تحت تهديد بعض النواب، وعلى مجلس الوزراء أن يعمل لمصلحة البلد والأمة، وليس لفئة من النواب تبحث عن تحقيق مصالح لها.
الفساد.. العلة
● وهل تعتقد ان السلطتين عالجتا الفساد في البلاد؟
ــــ علة الفساد معروفة، والمشكلة أن السلطتين التنفيذية والتشريعية لا تريدان وضع علاج للفساد للقضاء عليه.. وكل سلطة ساكته عن الثانية.. والغريب أننا لم نسمع عن محاكمة واحد من المفسدين حتى يكون عبرة لغيره، وهذا ما شجع الآخرين على المضي في طريق الفساد، سواء بالتطاول على الأموال العامة أو غيرها من وجوه هذا الداء الذي نعاني منه.. ثم تعال انظر إلى عدد سكرتارية النواب الذين يبلغون 15 سكرتيرا لكل نائب.. لماذا هذا العدد ومن المسؤول عنهم وعن تركهم لوظائفهم الأصلية إلى سكرتارية النائب، وأكثرهم لا مهمة لهم بل لا يداومون أصلاً، أليس هذا جانبا من الفساد لدى النواب؟!
ولو تجرد كل نائب من دوافعه الخاصة لاعترف بدوره في عدم معالجة الفساد.
وجود المرأة
● وماذا عن وجود المرأة في المجلس؟
ــــ بصراحة، وجودها ضروري، وهي الوحيدة التي تعرف هموم المرأة أكثر من الرجل، وقد قدمت اقتراحاً حينما كنت نائباً في المجلس الأول عام 1963 يقضي بضرورة مشاركة المرأة بالترشح والانتخاب، لكنه لم ينل الموافقة. وأذكر ان المرحوم جاسم القطامي هو الذي وقف معي في ذلك اليوم في هذا الاقتراح، فقد كانت الظروف الاجتماعية في ذلك الوقت لا تسمح للمرأة ان تنتخب أو تتقدم للترشح مع انها تتمتع بكفاءة علمية ودراية في شؤونها.
● وكيف ترى دور الناخب في الانتخابات المقبلة؟
ــــ دور كبير، خاصة في هذه المرحلة الحرجة سواء الكويت أو المحيط الإقليمي. وفي الانتخابات المقبلة للناخب مسؤولية تجاه الكويت وأمام ضميره في اختيار المرشح الأمين والشجاع الذي يعمل للبلاد ويخاف الله في المسؤولية التي أعطيت له، فالناخب هو من يحدد تركيبة المجلس وطبيعته، وهنا يكون دوره في الاختيار بعيداً عن أي مجاملات أو علاقات جانبية لأن الكويت فوق الجميع وفوق كل مصالح خاصة.