غنام الغنام |
أكد مرشح الدائرة الثالثة عبدالعزيز سعد المنيفي ضرورة اتخاذ الحكومة الإجراءات اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها البلاد وأهمية تعزيز الوحدة الوطنية وغرس قيم الانتماء والولاء للوطن.
وشدّد المنيفي في حوار مع القبس على ضرورة إجراء الحكومة إصلاحات مناسبة في الجانب الاقتصادي، للحد من آثار انخفاض أسعار النفط، شريطة ألا يكون ذلك على حساب دخل المواطنين، مشيراً إلى ان هناك بدائل يمكن اللجوء إليها؛ مثل ضبط الإنفاق الحكومي على أمور كمالية والحد من مكافآت القياديين الكبيرة.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
● تواجه الكويت تحديات اقتصادية عدة ناتجة بصورة خاصة عن انخفاض اسعار النفط، فما الحلول المناسبة لمواجهة هذه التحديات؟
ـــ نشعر جميعا بالانعكاسات التي خلّفها انخفاض اسعار النفط على كل القطاعات الاقتصادية في البلاد، وربما يستمر هذا الأمر مدة طويلة ويؤدي إلى أزمة اقتصادية مستفحلة، وهذا يستدعي من الحكومة التدخل الحازم لمواجهة هذه المخاطر المقبلة، لكن بشرط ألا يمس ذلك بالدخل الأساسي للمواطن. ويجب ألا يكون المواطن هو ضحية عملية الترشيد أو «شد الحزام» التي ستتخذها الحكومة، وهناك بدائل كثيرة يمكن اللجوء إليها مثل ضبط الإنفاق الحكومي على أمور كمالية، والحد من مكافآت القياديين الكبيرة، والاستفادة من أموال الصندوق الكويتي للتنمية في مشاريع التنمية بالكويت، وتفعيل الحوكمة على الجهات والمؤسسات الحكومية، وتعزيز دور القطاع الخاص وتشجيعه وتحفيزه، وفرض ضريبة دخل طفيفة على تحويلات الوافدين إلى الخارج التي بلغت في عام 2015 حوالي 18.1 مليار دولار.
إنصاف المرأة
● كيف تقيّم دور المرأة في المجتمع؟
ــ المرأة أخت الرجل ونصف المجتمع، وهي الجدة والأم والبنت والزوجة والأخت، كما أنها الطبيبة والمعلمة والمهندسة والمحامية، وقد اعتاد المجتمع الكويتي طوال تاريخه على تقدير المرأة والحفاظ على مكانتها وإعطائها اهتماما بالغا، نظرا إلى الدور الكبير الملقى على عاتقها في الحفاظ على الأسرة وبناء المجتمع وتقدمه.
وأرى أن المرأة يجب أن تقدر التقدير الذي تستحقه وتشارك في جميع الأعمال التي تناسبها مع الحفاظ على الضوابط الشرعية العامة والتقاليد والعادات المتعارف عليها في المجتمع الكويتي.
مشكلة الإسكان
● ما الحلول المناسبة التي تراها في حل مشكلة الاسكان؟
ــ مشكلة الإسكان أصبحت ــ للأسف ــ كأنها أم المشاكل والأزمات التي يعاني منها الكويتيون، وأؤكد بداية أن توفير مسكن لكل مواطن من الأساسيات التي كفلها الدستور لكل المواطنين، ومن أولى الأولويات التي يجب أن تأخذها الحكومة بعين الاعتبار.
ومن المعيب في دولة غنية كالكويت وقليلة السكان نسبيا أن ينتظر المواطن 15 عاما للحصول على سكن مناسب، ومن المعيب أيضا أن تظل هذه المشكلة من دون حل مناسب وشامل طوال السنوات الماضية.
والحل المناسب لمشكلة الإسكان يتطلب إرادة حكومية للتعامل معها متمثلة في الإسراع في إتاحة الأراضي المناسبة والتعاقد مع شركات وطنية أو عالمية سريعة الإنجاز مع توفير التمويل اللازم والإسراع في إنهاء الإجراءات الروتينية من البلدية والكهرباء وغيرها، مع وجود آلية ملزمة لتنفيذ المشاريع في الوقت المناسب وفرض عقوبات رادعة على المخالفين.
الوضع الصحي
● ما رؤيتك لحل القضايا الصحية في البلد؟
ــ الحكومة تركّز على معالجة مشاكل هامشية، وتنسى الأزمات الكبيرة الموجودة في الصحة والاقتصاد والإسكان وغير ذلك من القضايا الجوهرية، والقطاع الصحي يشهد ترديا كبيرا وأوضاعه المأساوية تتطلب حلولا جذرية، حفاظا على سلامة الوطن وصحة المواطنين.
ومن المؤسف ألا ننشئ أي مستشفى خلال نحو 30 عاماً، وأن يحتاج المواطن لأشهر طويلة لأخذ موعد للتحليل أو الصور أو العملية الجراحية، بينما يتيح القطاع الخاص ذلك خلال ساعات.
ونحتاج علاجاً جذرياً لمشكلة تردي الوضع الصحي، من خلال الإسراع في بناء المراكز الصحية المتخصصة والاستعانة بالأطباء المتميزين من المواطنين والوافدين وتشجيع إقبال المواطنين على المهن الطبية، ومنها التمريض والإسراع في إنجاز مستشفيات الضمان الصحي.
تحديات إقليمية
● تشهد المنطقة المحيطة بنا أجواء مضطربة، وهو ما يستدعي من الكويت اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة هذه التحديات، فكيف تنظر إلى هذا الأمر؟
ــ السنوات الأخيرة شهدت تطورات سريعة في عدد من الدول المجاورة، ودول المنطقة اتخذت مناحي مختلفة أهمها أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية، وهذه الأجواء تؤثر تأثيراً كبيراً في الكويت في جميع النواحي وتتطلب من حكومتها اتخاذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الضرورية للحد من آثارها السلبية والكارثية على مجتمعنا وسيادتنا وحتى على وجودنا.
وتتطلب هذه التحديات من الجميع العمل على وضع مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار والمحافظة على استقلالها وصون سيادتها، وتحتم علينا التلاحم والتعاون من أجل مواجهتها، وأرى أن الوحدة الوطنية وتكاتف الكويتيين السبيل الوحيد لتعزيز قوة الكويت الداخلية ونجاحها في تجاوز الأزمات والمحن، مع ترسيخ الهوية الوطنية وغرس قيم الانتماء والولاء للوطن.