د. صالح السعيدي |
ما تكشفه سجلات الناخبين لعام 2016 ان الشباب هم وقود الانتخابات المقبلة، وتبيّن أن عددهم في انتخابات 26 الجاري يبلغ 174 ألف ناخب وناخبة، بنسبة 37 % من إجمالي الكتلة الناخبة، البالغ إجماليها 483 ألفاً، وهو عدد مؤثر، ويمكنه تغيير التوازنات القائمة، وحتى قلب بعض المعادلات الثابتة التي تحكم الدوائر.
وتتصدّر الدائرة الخامسة دوائر الكويت من حيث حجم الكتلة الانتخابية الشابة بنسبة %38.8 من مجموع ناخبي الدائرة، تليها «الرابعة»، بنسبة %37.8، ثم «الثالثة» بـ%35.7، تليها الدائرة الثانية بـ%34.5، وأخيراً الدائرة الأولى بنسبة شباب تعادل %30.
وكان لثورة الاتصالات والتكنولوجيا الجديدة، لا سيما الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، دور كبير في زيادة تفاعل فئة الشباب مع الشأن العام، وأدت كذلك إلى تيسير الأمر على المرشحين للوصول إليهم، وبالتالي بات هناك عدد أكبر من الشباب يقبلون على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم واختيار من يمثّلهم.
قنوات المشاركة في النشاط السياسي باتت حالياً كثيرة، سواء بالتعبير عن الرأي في وسائل التواصل الاجتماعي أو الإقبال على التسجيل في قيود الناخبين، مروراً بالمشاركة الفعالة في تفاصيل الحملات الانتخابية للمرشحين، التي تعتمد في إدارتها وكوادرها على الشباب، وصولاً الى خوض غمار الانتخابات النيابية.
ولعل تجربة الانتخابات التكميلية، التي شهدتها الدائرة الثالثة في فبراير 2016، مثال حي على المشاركة الشبابية الواسعة، كما شهدت الانتخابات الحالية موجة ملحوظة من إقبال الشباب على الترشح، إضافة الى ان مرشحين شباباً قدموا أداءً متميزاً لفت الأنظار، وتقدموا في فعالية حملاتهم الانتخابية على مرشحين مخضرمين سبقوهم تجربة وخبرة.
