محمد النغيمش |
هناك من يدس السم بالعسل أو بالأحرى يخلط الرأي بالحقيقة، ولكن حينما يتعلّق الأمر بالمؤسسة التشريعية فإن الأمر يصبح في غاية الخطورة.
مجموعة من الشباب الوطني في الكويت أدركوا تلك المعضلة، لا سيما بعد تضارب المعلومات وتداخلها عن أداء نواب البرلمان منذ تأسيسه، فطرحوا «راقب 50»، وهي كما وصفها لـ القبس أحد مؤسسي الموقع عبدالله الخنيني «مجموعة مدنية تطوعية تهدف إلى نشر الثقافة الديموقراطية»، ويرصد موقعها raqib50.com «الحقائق المجردة لمواقف كل نائب في مجلس الأمة، كنسبة حضوره للجلسات واللجان، وعدد القوانين التي طرحها أو شارك بها، والاستجوابات ومواقفه منها، وتقارير اللجان وغيرها»، كل ذلك مدعم بالمستندات من أمانة المجلس أو جريدة «الكويت اليوم» نصا أو صورة أو بالفيديو، وتقديم النصوص بطريقة «إنفوغرافيك» المبسطة للعامة.
كما يوفر الموقع «شريطا زمنيا للأحداث» لمن يفتقرون الذاكرة القوية، ليتأملوا ماذا حدث في كل دورة برلمانية. والأمر «ليس موجها لبرلمان 2013» بحسب تأكيد الخنيني، ولكنه «مشروع تطوعي دائم بدأ من هذا البرلمان وسيستمر مستقبلا، حيث سيضم أرشيفاً للمجالس السابقة كلها». وكشف الخنيني عن رغبتهم في إنشاء قاعد بيانات مشابهة لرصد أداء الوزراء مستقبلا، وبالمثل من دون أي تدخل في تحليل البيانات، «إيمانا بضرورة ترك حرية التقييم للمتلقي».
صوت الكويت
هذه المبادرة هي أحد مشاريع «صوت الكويت» التي تطلق على نفسها «جماعات ضغط مدنية»، ومن مبادراتها السابقة لقاءات لبعض النواب والوزراء لتطوير بعض القوانين، وحملتها الإعلامية عبر فيديو «تفرق» الشهير الذي يشجع الناخبين على التصويت، وأن «صوتك يفرق»، وفيديو «تدري» الذي شرح مواد الدستور المدنية بطريقة مختلفة.
وتعتبر «راقب 50» نقلة نوعية جديدة بعيدا عن الأسلوب الصدامي أو التشكيكي في ثلة من الشخصيات العامة المخلصة والدؤوبة لرفعة شأن البلاد، كما أنها تسلط الضوء على دور فئة أخرى ربما يرى البعض أنها تعمل لمصلحتها الفردية. وتبقى الحقائق التي يطرحها الموقع بمنزلة «المسطرة الواحدة التي يقيم على أساسها كل نائب» بحيادية وموضوعية.