وليد العبدالله |
مع بدء العد التنازلي للتصويت في انتخابات مجلس الأمة يوم 26 الجاري، كثرت معها عقد الندوات الانتخابية لاستقطاب الناخبين والاستماع إلى رؤية مرشحيهم، وقد وصل عددها إلى 5 و6 في دائرة واحدة.
هذه الأجواء الديموقراطية أثنى عليها مختصون وأكاديميون من دول الخليج والعالم، مؤكدين أن الانتخابات البرلمانية في الكويت أجواؤها تختلف عن بقية الانتخابات الأخرى، إلا أنه من خلال حضور بعض الندوات لاحظ مراقبون أن بعض المرشحين يتهمون بعضهم البعض في الفساد ويوجهون السب العلني، حتى أدت بعض الأمور إلى التجريح والتشكيك بالولاء وغيرها وشراء الأصوات بلا أدلة مما يفسد هذه الأجواء الديموقراطية الجميلة.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي حسب بحث علمي مشترك أجراه الباحثون الاجتماعيون د. ناصر الرشيدي، وناصر العازمي، وأحمد الزعبي، الظاهرة الإعلامية الأبرز في الانتخابات الراهنة، كونها استطاعت ان تستقطب شريحة كبيرة من فئات المجتمع، خاصة الشباب باعتبارهم الاكثر تأثيرا في اي مجتمع بما يحملونه من طاقة وقابلية للتغيير والتطوير. واتخذ بعض المرشحين حيلة من خلال شراء حسابات في «تويتر» و«انستغرام» بمتابعين يفوق عددهم 100 ألف شخص وغالبيتهم وهميون، لدرجة انه لا يوجد أي تفاعل والغرض من ذلك هو تشويه سمعة المنافسين أو استغلاله بعمل دعايات إعلانية مجانية لشخوصهم.
تأثير كبير
ويلجأ المرشحون إلى مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لتأثيرها الكبير، وارتفاع عدد مستخدميها في الآونة الأخيرة، كما أنها تتميز بقدرتها على الوصول للناخب في أي وقت، وعدم إلزام جميع الناخبين بالوجود في وقت واحد.
وأضاف الباحثون أن هذه الوسيلة تضيف بعضا من الخصوصية على العلاقة ما بين المرشح والناخب، وانخفاض تكلفة استخدام مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي يجعلها وسائل اتصال شعبية، فهي لا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة مقارنة بوسائل الاتصال التقليدية الأخرى مثل المخيمات وقاعات الاحتفالات، الأمر الذي رفع من نسبة استخدامها بين المرشحين بشكل كبير. لا سيما أن شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصة مهمة لشن الحملات الإلكترونية في السباق الانتخابي، سواء أكانت المؤيدة لمرشح ما أم المعارضة له أم الداعية إلى المقاطعة، مستفيدا باتساع قاعدة المستخدمين وبسهولة توظيف الرسالة الإعلامية في عملية التأثير في الناخبين ودفعهم إلى المشاركة السياسية.
خطباء الجمعة: ابتعدوا عن الطعن بالذمم
تطرقت خطبة بعض منابر المساجد في صلاة الجمعة أمس إلى الأوضاع الانتخابية، محذرين من شق الوحدة الوطنية وشراء الأصوات، داعين الى الابتعاد عن التشكيك بالأشخاص والذمم وغيرها.
وأكد بعض الخطباء أن الانتخابات البرلمانية كان لها أثر إيجابي في العديد من الإصلاحات والقضاء على الفساد، ولكنها في نفس الوقت فرقت بين الاخوة والأسر في ما يخص التصويت، حتى وصل الأمر الى أن العلاقة منقطعة بينهم، مشددين على ضرورة الابتعاد عن الخلافات والتصالح ببين الأسر واختيار الشخص الأمين.
عقول الشباب
ذكر الباحث الاجتماعي د. ناصر الرشيدي، أن مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت جميع وسائل الإعلام التقليدية بما تحتويه من خطوط حمراء، فأصبح اي مواطن عادي لديه حرية رأي غير مسبوقة في ابداء رأيه في اي موضوع.
وأضاف أن الشباب اكتشف دوره الاجتماعي وقلبوه وحولوه لوسيلة للتواصل السياسي بدل من استخدامه في وسائل الترفيه، فأصبحت أداة سياسية للتغيير، وهذا دلالة واضحة على أن الذي يجري اليوم هو شيء يختلف تماما عما هو مألوف. وزاد انه في الفترة المقبلة ستجعل التكنولوجيا الحديثة «مواقع التواصل الاجتماعي» مسؤولة عن صياغة عقول الشباب وأفكارهم لأنها تعتبر ساحة للتعبير عن كل ما يدور حولهم من مشاكل وطموحات وأحلام من خلال أفكار متنوعة تجتمع على قضية واحدة.