أميرة بن طرف |
ثلاثة وجوه نسائية، بلا تاريخ نيابي سابق، وبلا دعم من تيار يخضن المنافسة الانتخابية في الدائرة الانتخابية الثانية الى جانب مرشحين ذكور، تميّز بعضهم في تاريخ طويل من العمل النيابي، او قاعدة انتخابية كبيرة، او دعم من تيارات فكرية مختلفة، الا ان المرأة ابت الا ان يكون لها حضور في الانتخابات الحالية، بينما كان ما يميّز مرشحات الدائرة اتساع دائرة برامجهن الانتخابية لتتجاوز قضايا المرأة التي ظلت محكورة بين حق في السكن، وحضانة اطفال وغيرها من امور اجتماعية، لتصل بذلك الى حقها في تقلّد مناصب مهمة كرئيس مجلس امة على سبيل المثال!.
ويشكّل الصوت النسائي في الدائرة ما يقارب %52.8 من اجمالي الناخبين حيث يبلغ عدد الناخبات 26275 ناخبة من اجمالي 49755 ناخبا وناخبة، في حين ان المرأة في الدائرة توجه خطابها للنساء والرجال على حد سواء. ويرى مراقبون ان فوز المراة في الدائرة الثانية اسهل من فوزها في دوائر اخرى، خاصة انها دائرة منفتحة نسبيا تجاه تمكين المراة واعطائها فرصة، فضلا عن انها كانت ممرا لعبور د.سلوى الجسار لقبة عبدالله السالم، التي استطاعت ان تكسب ثقة ناخبي الدائرة وان تحصل على 4776 في انتخابات 2009، وتكون ضمن اول اربع نساء يدخلن المجلس.
ورغم ان عدد المرشحات في الدائرة يشكل نسبة %0.04 من اجمالي عدد المرشحين البالغ 61 مرشحا ومرشحة، الا ان عدد 3 مرشحات يعتبر عدداً جيداً، مقارنة بالدوائر الاخرى، ما عدا الدائرة الاولى التي تميزت بكثرة عدد المرشحات.
أجندة اقتصادية
ورغم كونهن مرشحات يمثّلن المراة، فان اجندتهن الانتخابية كشفت عن ان في جعبتهن ما يفوق ملفات المرأة فقط، فكانت الكلمة الترحيبية للمرشحة عالية الخالد اشبه باجندة اقتصادية وبرنامج اصلاح اقتصادي شامل، تقدمت به لناخبيها، فكان همها التحديات التي تواجهها البلاد في هذا الجانب، دون ان تحصر نفسها في قضية المرأة فقط، رغم انها لم تغب ايضا عن برنامجها الانتخابي، لكنها توسعت وخاطبت الناخبين دون تمييز وفقا لجنسهم.
المرشحة عبير جمعة، التي كشفت عن طموحها باكراً، رأت في عدة لقاءات لها، اولها كان عبر القبس ان طموحها يتجاوز كرسي التشريع في البرلمان، وتطمح لكرسي الرئاسة ومطرقة الرئيس، في تأكيد مساواتها بالرجل، وان الدستور لم يمنعها الترشح للمنصب لتتخطى ايضا بذلك ملفات المراة التي ظلت محصورة في الحصول على حق الرعاية السكنية وحضانة اطفال وحق اجتماعي وسياسي، وتوسّع نطاق اهتمامات المراة وملفاتها.
المرشحة علياء مقدس بدورها، لم تحصر نفسها في ملفات المرأة فقط، بل وسعت نطاق اهتماماتها في تصريحاتها الانتخابية الى الظروف الاقليمية وضرورة التخطيط لمواجهة التحديات الامنية التي تواجه البلاد فضلاً عن الحديث عن الملفات الصحية والاقتصادية والتعليمية. ويتبين من مراقبة خطاب المرشحات في الدائرة انهن يخاطبن الناخبين «مراة ورجلا» على حد سواء، دون ان يتخذن من اسلوب دغدغة مشاعر النساء وسيلة لكسب الاصوات، الامر الذي يؤكد ان المرشحة على ثقة بأنها في الدائرة الثانية قادرة ايضا ان تحصد ثقة الرجل.