احمد العنزي |
توقَّع النائب السابق بدر الداهوم أن تشهد الانتخابات المقبلة مشاركة كبيرة من الناخبين «بسبب ما شاهده المواطنون من المجلس السابق»، معربا عن تفاؤله بنجاح عدد كبير من «المعارضة»؛ ليشكلوا «أغلبية إصلاحية جديدة».
واستعرض الداهوم في حوار مع القبس رؤيته للمرحلة المقبلة واسباب العودة عن المقاطعة، قائلا: «الوضع الآن لا يحتمل الاستمرار بالمقاطعة 3 او 4 سنوات اخرى؛ لهذا جاء قرار المشاركة».
وأكد عدم خلاف داخل أغلبية 2012 على المشاركة، منتقدا بعض القوانين التي أقرها المجلس السابق.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
● بعد مقاطعة استمرت قرابة 4 سنوات قررتم المشاركة، فكيف ترى هذا القرار؟
– المقاطعة الاولى جاءت اثر مرسوم الصوت الواحد وعبرنا عن اعتراضنا لهذا المرسوم، وكانت مستحقة وناجحة، وكذلك المقاطعة الثانية كانت ناجحة لأن الظروف السياسية السابقة اثبتت أن المشاركة في الانتخابات الماضية لن تكون ذات جدوى، وهو ما حدث؛ إذ وجدنا أن عددا ممن شاركوا كانوا غير قادرين على التغيير واستقالوا من المجلس في رسالة واضحة للجميع.
خوف وهلع
● ما أسباب المشاركة، من وجهة نظرك؟
– الآن بعد مضى اكثر من 3 سنوات ونصف السنة وما مر به البلد من وضع سيئ بسبب ضعف المجلس السابق، بل اصبح مجلس الامة تابعا لمجلس الوزراء، ما انعكس بالسلب على المواطنين الذين شعروا بالخوف والهلع على البلد ومستقبل ابنائهم، في ظل اقرار قوانين «تسلق» في قاعة عبدالله السالم، ليأتي الحل الذي وصفه أهل الكويت بــ «البشارة»، ما يؤكد أنه مجلس لا يمثل الشعب.
● هل ترتب على قرار المشاركة خلاف داخل الاغلبية المبطلة؟
– لا يوجد اي خلاف؛ فقد اتفق كثير من اعضاء اغلبية 2012 على أن المقاطعة أوصلت الرسالة، فالوضع الآن لا يحتمل الاستمرار بالمقاطعة 3 او 4 سنوات اخرى لهذا جاء قرار المشاركة في الانتخابات الحالية، أما من يريد استمرار المقاطعة لوجود الصوت الواحد فهو امر اصبح واقعا، ولا بد لنا أن نتعامل معه، ونوقف ما حدث في السنوات الماضية من ظلم بحق مواطنين سحبت جناسيهم، وسجن وملاحقات للشباب وإقرار قوانين سيئة بشهادة الآخرين؛ كالبصمة الوراثية والجرائم الالكترونية والحبس الاحتياطي والعزل السياسي، اضافة الى وثيقة الاصلاح المالي والاقتصادي التي انحرفت عن المسار الصحيح بقرارات غير مدروسة أضرت بالمستوى المعيشي للمواطنين.
أجواء 2012
● هل بعد هذا الغياب تعود المعارضة لتفوز في الانتخابات؟ وكيف تقيمها؟ وما توقّعك لنسبة اقبال الناخبين فيها؟
– هذه الانتخابات ستشهد اقبالا كبيرا من الناخبين، خاصة بعدما شعر المواطنون بخوف وهلع من وجود المجلس السابق، الامر الآخر، لا اخفيك سرا، أنني شخصيا أعيش اجواء 2012 واذا ما رجعنا الى هذه الاجواء التي كانت فيها المعارضة لا تتعدى 12، لكن الوجوه الجديدة التي نجحت في انتخابات فبراير 2012 رفعت عدد المعارضة الى 35 نائبا، واعتقد ان غالبية هذه الاسماء ستنجح في هذه الانتخابات وأنا متفائل، فمن وجهة نظري أن هناك عددا لا بأس به من المرشحين الجدد سينضم الى المعارضة السابقة؛ ليشكلوا أغلبية جديدة اصلاحية في المجلس المقبل تحقق طموح المواطن الكويتي.
● لكن البعض يقولون ان مرشحي المعارضة سيتعرضون للسقوط، فمن يتحمل وزر قرار المشاركة؟
– هذا امر في الحسبان، لأن الانتخابات بطبيعتها فيها سقوط ونجاح، وهو أمر متوقّع، لكن غالبية من قرروا المشاركة سيصلون الى مجلس الامة، فلا أحد يضمن النجاح حتى في انتخابات «الأصوات الاربعة»؛ فالمسألة لا علاقة لها قبل المقاطعة أو بعدها، لأنه امر متوقع في كلتا الحالتين؛ فالمقاطعة لا أعتقد أنها ستؤثر في نتائجها.
● ما سر تفاؤلك بنجاح مرشحي المعارضة ؟
– أعتقد أن الناخبين ستكون لهم الكلمة الفاصلة، خاصة بعد تجربة الانتخابات السابقة، وضرورة تصحيح الوضع، وهو أمر الآن بيدهم؛ فالمسؤولية الكبرى تقع على الناخب بحسن الاختيار لممثلي الامة.
قانون منع المسيء
● قدمت طعنا بعدم دستورية قانون حرمان المسيء على خلفية شطب ترشيحك للانتخابات فلماذا؟
– نستغرب موقف «الداخلية»، رغم رأي «الفتوى والتشريع»، الذى أكد عدم تطبيق هذا القانون بأثر رجعي، خاصة أن الوزارة أعلنت في بيان رسمي أنها ستأخذ بهذا الرأي، لكنها تأتي بعد قرار شطبي لتطبق عكس ذلك، وتصر على الأثر الرجعي، والمصيبة أن الواقع الذي يقدمونه في اروقة المحاكم يختلف عما يصرحون به أمام وسائل الاعلام، وأنا اسأل: هل هذا استقصاد لشخص بدر الداهوم؟! وأنا على يقين بأن هذا القانون غير دستوري، والمحكمة اول درجة، وايضا «الاستئناف» اثبتت عدم دستورية تطبيقه بأثر رجعي، وهو قانون شبة منعدم ويجب إلغاؤه؛ فالحرمان الابدي من الترشح مخالف للدستور، والمصيبة أن رد الاعتبار لم يذكر في هذا القانون!
ملف ساخن
• هل تتوقّع صداماً بين الحكومة الجديدة ومجلس الامة المقبل، في ظل ملفات ساخنة معلقة؟
– ملف سحب الجناسي هو ملف ساخن، واذا لم تتدارك الحكومة هذا بالاعتذار أولا للشعب ولمن ظلمتهم واعادة جناسيهم ـــ فالمواطنة امر لا يخضع لصراع او خصومة سياسية ـــ واذا ما استمرت الحال على هذا الوضع فحتما سيكون هناك صدام مبكر.
الندوة الأخيرة
يقيم المرشح بدر الداهوم الندوة الأخيرة تحت عنوان «صرخة وطن» ويتحدث فيها النواب السابقون محمد هايف، وليد الطبطبائي، أسامة المناور، مبارك الوعلان، سالم النملان، عادل الدمخي، نايف المرداس، جمعان الحربش، وذلك يوم الاربعاء المقبل بمنطقة شمال الرقة.
أولويات مقبلة
قال الداهوم إن «أولويات مجلس الامة المقبل ـــ باعتقادي ـــ تتلخّص في ضرورة تعديل النظام الانتخابي، تعديل قانون الجنسية، بحيث يكون خاضعا للسلطة القضائية وألا يكون سلاحاً في يد الحكومة تستخدمه مع خصومها السياسيين، فمن غير المقبول ما حدث في السابق أن تكون المواطنة عرضة بأن تسحب الحكومة الجنسية كيفما تشاء من دون رقابة القضاء، فهو امر خطير، أيضا تعديل القوانين السيئة؛ كالحبس الاحتياطي، وإلغاء الوثيقة الاقتصادية، الى جانب الغاء قانون تعرفة الكهرباء، الذي سينكشف اثره في الاول من ابريل المقبل على الاسعار والايجارات في التجاري والاستثماري، والتي سترتفع اضعافا، ما سيضر بالمواطنين.
قانون البصمة
وصف قانون البصمة الوراثية بالمعيب بحق الكويت؛ بلد الدستور والقانون، مثمنا موقف سمو الامير الذي كفى الشعب المؤونة بتحديد نطاق تطبيقه على المجرمين.
الظواهر السلبية
أكد ضرورة التمسّك بالثوابت الشرعية ومحاربة الظواهر السلبية من اختلاط وتبرّج لمخالفتها العقيدة الاسلامية وتخالف عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ.