حمد السلامة|
منبر المسجد هو أحد الوسائل المؤثرة في التوجية والتوعية لأي مجتمع، فالخطباء والائمة لهم تأثيرهم على منابر الخطابة، ولفت انتباه الأفراد، خاصة أن تأثير الخطب في موازاة الاحداث له مفعول السحر.
فهناك خطباء وائمة ملتزمون بدورهم المجتمعي لا يحيدون عنه، ليضعوا النقاط على الحروف في العديد من الظواهر والتحديات الخطيرة التي تطل على المجتمع، لكن البعض الآخر اصبح يستغل هذا المنبر لمآرب اخرى.
واللافت أن بعض الخطباء في المساجد يزكون مرشحين دون غيرهم في الدوائر، الامر الذي اعتبره البعض تدخلاً في الانتخابات، فمن الاولى ان تكون خطبهم تصب في تعزيز الوحدة والحث على حسن الاختيار والتصويت لمن يستحق، ونبذ الممارسات السلبية، مثل الفئوية والطائفية والقبلية، الى جانب شراء الاصوات وغيرها من الشوائب في الانتخابات.
أمر سلبي
ولم تقف هذه الخطب الدينية عند تزكية بعض المرشحين في المساجد فقط، بل وصلت الى شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر)، ومن يزكى يحظى بمؤيدين محبين لهؤلاء المشايخ، ويعد تدخل خطباء المساجد في الانتخابات امراً سلبيا له عدة ابعاد وتداعيات، فعلى اي معيار يتم تزكية مرشح من دون غيره، ام ان الانتماء لهذا التيار أو ذاك هو الاساس، وبهذا يتم استغلال المنبر للدعوة الى التصويت لمرشح «محسوب عليهم».
فإن الدعوة لانتخاب مرشح واحد فقط وتفضيله على الآخرين في الدائرة يعتبر نوعاً من الترويج له والدعاية الاعلانية، وهو امر لا يتناغم مع الدور الحقيقي للخطباء في التوجية والتثقيف والارشاد، وعلى عاتقهم توعية المواطنين بالابتعاد عن الممارسات السلبية، واختيار المرشح الاكفأ لايصاله للمجلس.
جمعيات خيرية
وتؤكد مصادر مطلعة لـ القبس أن هذه الخطوة تدعمها بعض الجمعيات الخيرية لوصول اغلب مرشحيها لمجلس الامة، والعمل على توفير اي آلية من شانها جذب الناس وكسب اصواتهم في يوم الاقتراع. ودعت المصادر الى أن يتم مراقبة بعض الجهيات الخيرية التي تضخ اموالا لدعم مرشحيها الامر الذي يعتبر مخالفاً للقوانين.
ولفت مصدر في وزارة الاوقاف إلى أن الوزارة تحذر قبل كل صلاة جمعة الائمة والخطباء عن طريق تعميم شديد اللهجة عدم الخوض في امور الانتخابات واستغلال المنابر او الانحياز لاشخاص او التعرض لتيارات، لافتاً الى ان هناك لجنة لتتبع الشكاوى وتفريغ الخطب، ومن يثبت انه مخالف سيتم ايقافة عن الامامة والخطابة فوراً.
ولفت المصدر إلى ان الاوقاف لم تتلق الى الآن اي شكوى حول هذا الامر، وسيتم تخصيص يوم الخميس الموافق 25 لتوعية المواطنين بالتصويت للافضل، والابتعاد عن شراء الاصوات، والابتعاد عن القبلية والطائفية في الاقتراع والتصويت للاكفأ من اجل الوطن.
«التفاف وتحايل»
في ظل صدور التعاميم والقرارات التي تحظر على ائمة وخطباء المساجد التدخل في الانتخابات وضرورة الالتزام في توجيه وتوعية المجتمع تجاه القضايا السلبية والابتعاد عنها، الا ان هناك من يلتف ويتحايل على تلك القرارات حتى لا يتم ايقافه عن الخطابة.
«تنافس تيارات»
لم تقتصر تدخلات خطباء المساجد في الانتخابات في السنوات الاخيرة على تيار معين، بل كان هناك تنافس بين التيارات ذات الثقل، وكانت تسعى لوصول مرشحيها بشتى الطرق.