عداد مركز المعلومات|
«اليوم هو يوم الديموقراطية في الكويت، فالفائز الاول في انتخابات مجلس الامة اليوم ليس النواب الخمسين الذين سيحظون بأصوات الناخبين، بقدر ما هي الديموقراطية الكويتية، التي تستأنف مسيرتها البرلمانية بعد ست سنوات».
هذا ما كتبته القبس في صفحتها الاولى صبيحة 23 فبراير 1981، يوم الانتخابات النيابية. وجندت 20 محررا ومصورا لتغطية المعركة الانتخابية ورصد نتائج الفوز.
كانت تلك المعركة الانتخابية، الاولى بعد حل مجلس الامة في عام 1976، وخاضها 447 مرشحا، تنافسوا على كسب اصوات الناخبين الذين بلغ عددهم 41676، وشهدت اقبالا على الاقتراع لم تشهده انتخابات سابقة، واصطف الناخبون في طوابير طويلة منذ الصباح امام اللجان في دوائر انتخابية عديدة، وتجاوزت نسبة الاقتراع 80 في المئة، وبلغت 90 في المئة في بعض الدوائر.
ولوحظت ظاهرات منها تجمع سيارات «الكارفان» الخاصة بالمرشحين امام بعض اللجان الانتخابية، وتحولها الى مقاه متنقلة تقدم القهوة والشاي والمرطبات والسندويشات، وتوفير الكراسي المتحركة على عجلات للمعاقين وكبار السن، واستخدام مساعدي بعض المرشحين اجهزة اللاسلكي في اتصالاتهم لاستدعاء الناخبين واحضارهم من بيوتهم او اماكن عملهم، وقيام اساطيل من السيارات التابعة لبعض المرشحين بنقل الناخبين خاصة كبار السن والمرضى.
وكانت الدائرة الانتخابية الرابعة (خيطان وتوابعها) صاحبة اكبر نسبة من الذبائح والولائم.. ومن طرائف الانتخابات ان احد المرشحين استعان بخبيرين اميركيين، لادارة حملته الانتخابية، وانفق بسخاء على تنفيذ مقترحاتهما، لكن الفوز لم يحالفه.
والساعة الرابعة من فجر اليوم التالي كان قد تم الانتهاء من فرز الاصوات واعلان النتائج النهائية في 24 دائرة انتخابية، بينما كان الفرز مستمرا في الدائرة ا لثالثة عشرة (الرميثية)، التي تنافس فيها 31 مرشحا، والتي كانت اكبر الدوائر من حيث عدد الناخبين.
واظهرت النتائج فوز عدد من الوجوه المعروفة، فقد اكتسح جاسم حمد الصقر وجاسم الخرافي الدائرة الانتخابية الثالثة (القبلة والشويخ والشامية)، وفاز احمد السعدون في الدائرة الحادية عشرة بفارق كبير من الاصوات.
وكان 24 من اعضاء مجلس 1981 من الوجوه القديمة، والبقية من الوجوه الجديدة الشابة التي مثلت توجهات متباينة، وضم المجلس عددا من اعضاء ما سمي «الاتجاه الديني»، منهم: عيسى ماجد الشاهين، جاسم العون، حمود الرومي، محمد المرشد وخالد سلطان بن عيسى. وغاب عن المجلس مرشحو اليسار، وفي مقدمتهم د.أحمد الخطيب وعبدالله النيباري وسامي المنيس. ورغم خوض عدد غير قليل من اساتذة الجامعة المعركة الانتخابية، لم يصل منهم الى المجلس سوى اثنين، من مرشحي الرميثية، هما الدكتور ناصر صرخوه والدكتور خالد الوسمي.
وكانت لانتخابات مجلس 1981 اصداء عربية ايجابية، ونفى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عبدالعزيز حسين ما تردد من ان الكويت تلقت تحذيرات من مخاطر عودة الحياة البرلمانية اليها.